رئيس التحرير
عصام كامل

الإنسان وصحة النبات


في 13 يوليو الموافق يوم الأربعاء خلال برنامج "على مسئوليتى" للإعلامي أحمد موسى طلب الأستاذ عيد حواش، المتحدث الإعلامي لوزارة الزراعة، عمل مداخلة تليفونية لنفى وتكذيب كل ما أثير حول دخول شحنة قمح ملوثة بالأجسام الحجرية لفطر "الأرجوت" المسرطن، وأثناء حديثه قال إن وزارة الزراعة ليس لها علاقة إلا بصحة النبات وغير مسئولة عما يصيب الإنسان من سرطانات فهى مسئولية وزارة الصحة.


وهذا الكلام اندهشت حينما سمعته من رجل في منصب كهذا لابد له أن يكون حريصًا في تصريحاته ويجب أن يكون على خلفية تامة بتاريخ الوزارة وما أثير حولها في قضية المبيدات المسرطنة التي لم يقم أحد في الوزارة إبان تولى الدكتور يوسف والى حقيبة الوزارة بنفى علاقة الوزارة بتلك المبيدات المسرطنة، فأعتبر أنا الوحيد الذي كتبت عن أن وزارة الزراعة جهة تسجيل للمبيدات وليس جهة شراء كما اتهمها البعض..

ولكن هناك مبيدات تسبب مرض السرطان والأمراض بجميع أنواعها في مصر هذا صحيح وقلت إن هذا يكمن في شقين الأول هو سوء استخدام المبيدات من قبل المزارعين وعدم مراعاتهم فترة ما قبل الحصاد المدونة على عبوة المبيدت واستخدامهم مبيدات غير مرخصة ينصحهم بها بعض تجار المبيدات، وهذا بخلاف غش المبيدات وإن أردنا أن نضع أيدينا على الحل فلنبحث عمن في يده الرقابة وكيف ندعمه في الضبطية القضائية على التجار والمزارعين المخالفين أيضًا.

إذًا فالمسألة أن الوزارة ليس لها علاقة بصحة الإنسان هذه هفوة أتت على لسان الأستاذ عيد حواش؛ لأننا لا نعالج المرض بل المفروض أننا نتجنب أسبابه والتي هي في معظمها تأتى من تلوث الغذاء منذ زراعته حتى مرحلة حصاده وصولا لمرحلة تصنيعه فكل هذه المراحل مسئولة عن توطين أمراض السرطان في مصر وانتشارها وهذا علاوة على أن كل التخصصات تعمل لرفاهية وصحة الإنسان في غذائه ومشربه والهواء الذي يتنفسه والمسكن الصحى والأمن والأمان فكلنا نعمل لصالح الإنسان.

وإذا كانت الوزارة معنية فقط بصحة النبات فلماذا إذًا دراسات السمية التي يقوم بها المعمل المركزى للمبيدات عند تسجيل أي مبيد؟ ولماذا إذا تحليل المبيدات؟ وإذا صح كلام الأستاذ عيد حواش فمن باب أولى أن نتبع قواعد الحجر الزراعى المصرى بأن فطر "الأرجوت" يكون نسبته صفرًا في المائة عند استيراده حتى لو لم يكن لأغراض التصنيع، فمن المعروف بديهيًا أن جراثيم الفطر تنتشر بطرق كثيرة أهمها الرياح فسيصاب بها نبات القمح والشعير لا محالة، وهذا بخلاف السرطانات التي ستأتى من وراء هذا التلوث الخطير جدًا على صحة الإنسان.. فكيف إذًا صحة النبات ليس لها علاقة بصحة الإنسان؟

المتحدث الإعلامي لابد له أن يكون هادئ الطبع، مثقفًا ثقافة مستدامة، على دارية مستمرة بكل أقسام وفروع وزارته، كثير الاتصال بصفة مستمرة بكل فروعها البحثية والإدارية.

فربما هذه هفوة لسان في حالة انفعال وضغط عمل أو خانهُ التعبير ربما! والله الموفق والمستعان.. ولنا الله هو مولانا وعليه فيتوكل المؤمنون.

الجريدة الرسمية