الزلزال التركي!
أستأذنكم في التوقف مؤقتا عن استئناف الكتابة عن فرنسا وما تشهده بعد ما شهدته تركيا الليلة الماضية من أحداث دراماتيكية كبيرة.
فهذه الأحداث سوف يكون لها تأثيرها وتداعياتها الضخمة والعديدة على الدور التركي الإقليمي..
نعم لقد نجحت حكومة أردوغان في إحباط محاولة انقلابية قامت بها بعض وليس كل القوات المسلحة التركية وبدأ يستعيد سيطرته على السلطة التي فقدها لبضع ساعات، ونعم أيضا سوف يسعي أردوغان لاستكمال استعادته لكل السلطة والانتقام بحدة ممن يشتبه هو شخصيا في تورطهم بهذه المحاولة الانقلابية.. ولكن منذ الآن وحتى تاريخ ليس محددا سوف تنشغل تركيا بأوضاعها الداخلية ويعزز ذلك الكثير من الأسباب:
أولا: أن أردوغان سوف ينشغل بإعادة تشكيل الهيئات والمؤسسات السياسية والأمنية والحكومية في ظل التوسع في الشكوك، بل إنه سوف يخضع هيئات حزبه ذاته للتغيير أيضا في ظل استجابة وحداته أو عدم استجابتها لدعوته للنزول إلى الشارع.
ثانيا: أن الإجراءات الانتقامية التي بدأها بالفعل أردوغان منذ أن بدأ يستعيد سيطرته على السلطة سوف يكون رد فعل عكسي وسلبي سوف يزيد من انشغال تركيا بأوضاعها الداخلية، نظرا لأن هذا رد الفعل السلبي سوف ينال من الاستقرار السياسي.
ثالثا: أن سعي أردوغان المتوقع لفرض سيطرته على المؤسسة العسكرية لن يمر هكذا بسهولة وسوف يشغل تركيا أكثر بأوضاعها الداخلية في ظل إهانات طالت بعض العسكريين وهكذا من المتوقع تراجعا في الدور التركي الإقليمي وهذا سوف ينعكس على الأزمة السورية بشكل مباشر وعلى علاقات تركيا الخارجية خاصة بالقوى الإقليمية والدولية، وذلك سوف يصب لمصلحة القوى الإقليمية الأخرى في المنطقة.
