رئيس التحرير
عصام كامل

هل أنقذ الإعلام أردوغان من انقلاب الجيش ؟!


حدث في بغداد قبل اليوم وجاءت الاعترافات بعد احتلال العراق مذهلة، عما حدث من ألاعيب الإعلام لنعرف أن بغداد لم تسقط كما قالوا ولا تمثال صدام أسقطوه كما شاهدنا وحاولوا تكرار الأمر في إسقاط القذافي في الساحة الخضراء سقطت في موعدها وإنما بعد ذلك ولا من دخلوا ليبيا أولا كانوا من أهلها ولا أصحاب البشرة السمراء كانوا أفارقة، إنما ليبيون حقيقيون وكنا جميعا ضحايا للعبة الإعلام في أدواره الجديدة حتى قيل إن قناة الجزيرة جهزت أفلاما لسقوط دمشق وهروب الرئيس الأسد إلا أن الأعلام السوري الذكي فضح المؤامرة مبكرا وأجهضها!


الآن.. هل ما شاهدناه في الساعات الأولى من صباح اليوم كان وهما في وهم لكنه نجح في الأخير في إفشال الانقلاب على أردوغان ؟ بمعنى.. هل كان مؤتمر أردوغان في منتجعه ولم يكن في إسطنبول كما قيل لكنه أرسل دعما كبيرا لأنصاره ؟ لم يظهر أصلا ما يؤكد أن أردوغان في المطار فلا رأينا المطار ولا رأينا طائرته ولا أي دليل آخر؟ هل من شاهدناهم رهن الاعتقال يسيرون في شوارع إسطنبول لم يكونوا من الجيش التركي إنما من كوادر حزب أردوغان ولكنها مشاهد تم تمثيلها وصورت خصيصا لإعطاء انطباع باستسلام الانقلابيين بما أحبط مؤيدي الانقلاب ورفع معنويات أنصار حزب أردوغان فزادت أعدادهم في الشوارع؟

ولماذا ظهر ستوديو ال "سي أن أن" خاليا ولفترة طويلة ويؤكد العاملون به ممن تم طردهم أن جنودا من الجيش طردوهم ؟ لماذا "سي أن أن" تحديدا؟ هل لاحظوا أنها تلعب دورًا في هذا التزييف الإعلامي ؟ هل تم إذاعة اسم قائد الانقلاب عمدا بالخطأ ليبدو أنه رتبة صغيرة ليؤثر التأثير الشعبي نفسه؟ هل قدمت قطر وأمريكا الإنقاذ لأردوغان في اللحظات الأخيرة وتم وضع خطط الإنقاذ الإعلامي على عجل؟ كيف أصلا ينتهي الانقلاب وتعمل قنوات أردوغان دون أن نرى مشهدا واحدا من داخل أي مؤسسة رسمية لا من الرئاسة ولا من الحكومة؟ وكيف يقول أردوغان إن الانقلاب انتهى وفي الوقت نفسه يقول إنه لا يعرف مصير رئيس الأركان ؟ وأين هو وزير الدفاع ؟ وأين قادة الجيش؟ حتى على سبيل إعلان الولاء وطمأنة الوحدات العسكرية الأخرى؟ ومن هي الجهة التي سحبت القوات التركية من العراق واستجيب لطلبها؟

ولماذا قرار خارجي كهذا لانقلاب لم ينجح بعد ولم يسيطر على العاصمة التركية؟ وكيف لم تقطع الاتصالات ولا بث القنوات الموالية لأردوغان بل ولم يحاصر أردوغان نفسه ولا رئيس وزرائه؟ وكيف لا نرى مشهدا واحدا من مدن تركيا الأخرى ؟ ولماذا طلب أردوغان من الشرطة وليس من "باقي" الجيش التصدي لـ "الأقلية" الصغيرة، كما وصفها التي قادت الانقلاب ؟ وإن كان عدد الانقلابيين قليل كما قالوا فمن أين وكيف جاءت كل هذه الأعداد من القتلى في أنقرة وإسطنبول؟ ولماذا غاب قادة كبار عن التعليق على الأمر فلا بوتين ولا ميركل؟ الأسئلة كثيرة تبدو الإجابة عنها عند فجر السبت أمرا صعبا وربما أجابت عنها الساعات القادمة أو ظلت كحالة العراق تحتاج لسنوات لكشفها ولنعرفها !!
الجريدة الرسمية