رئيس التحرير
عصام كامل

الانقلاب العسكري يكشف أخطر صراع سياسي في «تركيا».. «كولن» الصديق القديم يقود جماعة الإطاحة بـ«أردوغان».. و5 شخصيات تقود «أنقرة» بعد سقوط «العدالة والتنمية&

فيتو

 مع وقوع انقلاب عسكري ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بسبب سياسته القميعة وخيانة الحلفاء استطاعت مجموعة تدين بالولاء لرجل الدين فتح الله كولن، صديق أردوغان السابق الذي أصبح عدو اليوم، ويقف وراء الانقلاب الذي تشهده تركيا.


 وترصد «فيتو» أبرز 5 شخصيات يخشاهم أردوغان:

1- فتح الله كولن «صانع الملوك»
يُعد محمد فتح الله كولن، أحد أبرز المعارضين للرئيس التركي أردوغان، وساهم "كولن" في صعود نجم حزب العدالة والتنمية وسيطرته على مقاليد الأمور في تركيا، وخاصة عقب الدعم الكبير من قبل جماعة «الخدمة».

 ورأس "كولن" جماعة «الخدمة»، وهي جماعة دينية متصوفة تملك قاعدة عريضة من البيروقراطيين الذين نجحوا في اختراق أجهزة الدولة في تركيا (الشرطة والقضاء)، وسهلوا بالتالي من عملية إقصاء المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية عبر قضايا ومحاكمات «إيرغونيكن» و«المطرقة».

 كما أنها تملك رءوس الأموال الإسلامية قوامها رجال الأعمال العصاميون ذوو الميول المحافظة الذين يطلق عليهم لقب «نمور الأناضول»، الذين كان لهم دور في نمو الاقتصاد التركي خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، وكان لهم دور في تحقيق أردوغان وحزبه لانتصارات كبيرة في انتخابات 2007 و2011.

لذلك يخشى أردوغان وحزب العدالة والتنمية من "كولن" وجماعته، في أن تسقطه من على العرش العثماني لنفوذها القوى داخل المؤسسات، بالإضافة إلى نفوذها بين طبقات الشعب التركي.

2- كمال كليجدار أوغلو
وكون كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكبر الأحزاب المعارضة داخل البرلمان التركي، ولديه نفوذ قوي في السياسة التركية، ودائمًا ينتقد سياسة حكومة أدروغان الداخلية والخارجية.

 وتحدى "أوغلو" أردوغان، حيث طالبه برد وسام الشجاعة الذي حصل عليه من لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية «آيباك»، إذا كان حقًا يساند الفلسطينيين في غزة.

 وكليجدار أوغلو حاصل على شهادة جامعية في الاقتصاد، ودخل البرلمان عن حزبه في إسطنبول عام 2002، ثم فاز مجددًا عام 2007، ليفوز برئاسة الحزب الجمهوري.

وفي الانتخابات البرلمانية عام 2011، كتب مؤيدو حزب الشعب على لافتات دعاية انتخابية «نريد كيليجدار أوغلو الذكي، وليس رئيس وزراء مجنونًا».

3 - عبد الله أوجلان

 يعد عبد الله أوجلان، الذي ولد في 4 أبريل 1948 في منطقة أورفة بجنوب شرق تركيا، ويعرف باسم «آپو» بين مريديه، وكلمة "آبو" تعني «العم» بالكرديّة، ويوصف بأنه قائد الشعب الكردي، ورئيس حزب العمال الكردستاني، وهو أبرز القيادات السياسية التي يخشاها الرئيس التركي في ظل الالتفاف القوي للأكراد بشكل عام، وأكراد تركيا بشكل خاص حول "أوجلان".

 في أكتوبر 1998 ترك "أوجلان" سوريا عقب ضغوط تركية، وتوجه بعدها إلى أوروبا للحصول على حق اللجوء السياسي لكنه أخفق، ومؤخرًا هدد "أوجلان" الحكومة التركية بانهيار عملية السلام إذا سقطت كوباني (عين العرب) السورية، في يد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم «داعش».

4- كمال الدين إحسان أوغلو

 كمال الدين إحسان أوغلو، 71 عامًا، وهو المرشح السابق لرئاسة الجمهورية التركية، كان خلالها منافسًا قويًا للرئيس أردوغان، وكانت لديه شعبية قوية في المجتمع التركي، يعتمد خلالها على عمله في منظمة المؤتمر الإسلامي التي تغير اسمها قبل ثلاث سنوات إلى منظمة التعاون الإسلامي، وهو يؤيد تطوير القيم والتقاليد التركية الأصلية، وبينها الإسلام العلماني والأواصر العائلية والعمل والتعليم.

 واكتسب إحسان أوغلو أيضًا خبرة من مواجهته الأولى مع أردوغان، ففي عام 2013 ندد رئيس الوزراء التركي بـ"سلبية" المنظمة، بعد أن عزل الجيش المصري حليفه الإقليمي محمد مرسي.

5- أوزدمير أوزدمير

 ويُعد رئيس الجمعية العلوية البكتاشية التركمانية التركية «أوزدمير أوزدمير»، من أبرز زعماء الطائفة العلوية في تركيا، التي يقدر عددها بـ 8 ـ 10 ملايين علوي، ما يفوق 12% من السكان، لكن العلويين يقولون إن نسبتهم تصل إلى الثلث، أي أكثر من 20 مليون علوي.

 ولـ"أوزدمير" ثقل سياسي واجتماعي وثقافي كبير في تركيا، ويعد أبرز أبناء الطائفة العلوية في السياسة التركية، بالإضافة إلى العرق التركماني، ما يشكل تهديدًا صريحًا لسياسة أردوغان في تركيا.

 نهاية أردوغان

 يسدل انقلاب 2016 الستار على مشاهد لافتة لصراعات مستعرة بين كولن وأردوغان، والصورة المثالية لما يُعرف بـ«النموذج التركي» في المنطقة. 

 فجناحا هذا النموذج، السياسي ممثلًا بالحزب الحاكم، والديني ممثلًا بجماعة كولن، دخلا في صراع جشع لبسط النفوذ واحتكار السيطرة على أجهزة الدولة من شرطة وقضاء واستخبارات وتعليم، وهو صراع ظهرت فيه خلال الأسبوع الماضي روائح لفساد مالي وفساد سياسي وإساءة استغلال للسلطة، ما جعله أقرب لصراعات عصابات المافيا، الأمر الذي يدفع المتابع للتشكيك بكل أدبيات «النموذج التركي» والتشكيك في ادعاءات أحزاب الإسلام السياسي بقدرتها على التعايش مع باقي أطياف المجتمع، مادامت أنها غير قادرة أصلًا على التعايش مع نفسها.
الجريدة الرسمية