رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. مشاهير أعلنوا التبرع بأعضائهم البشرية.. يوسف الحسيني يؤكد تبرعه لمساعدة الفقراء والبحث العلمي.. أحد شهداء بورسعيد يوصي بمنح قرنيته لمصابي الثورة.. و«الشعرواي» يحرم التنازل عن الأع

فيتو

 أعلن عدد من المشاهير استعدادهم للتبرع بأعضائهم البشرية مساعدة منهم للفقراء الذين فقدوا أعضاءهم وتتوقف حياتهم على تعويضها، أو من أجل إجراء الأبحاث العلمية عليها.


يوسف الحسيني
من بين هؤلاء المتبرعين الإعلامي يوسف الحسيني، حيث أعلن عن تبرعه بأعضائه البشرية على الهواء، قائلًا: "بعد وفاتي سأتبرع بأعضائي البشرية من أجل خدمة البحث العلمي".

 وناشد "الحسيني" خلال برنامجه «السادة المحترمون» المذاع على فضائية «أون تي في»، مساء الخميس، المواطنين باتخاذ هذه الخطوة والتبرع بأعضائهم البشرية بعد وفاتهم، من أجل خدمة البحث العلمي في مصر.



 السيسي ضياء الدين
 بينما أعلن السيسي ضياء الدين، الذي غير اسمه من أمير إلى «السيسي»، أحد أبناء محافظة الفيوم عام 2014، تبرعه بأعضائه البشرية من أجل دعم صندوق «تحيا مصر»، قائلًا: "مؤخرًا أرسلت برقية بهذا المضمون إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعلن فيها تبرعي بكل ما أملك من أعضاء خدمة للوطن". 

 شهيد بورسعيد
 وفي مذبحة بورسعيد 2012، انفطرت قلوب المصريين على الشهداء، وخاصة حينما علمت وصية أصغر شهداء المذبحة، فالطفل "أنس محي الدين"، الذي لم يتعدَّ سن الرشد، فكان يبلغ من العمر 14 سنة، فاجأ الجميع بما أوصى به قبل وفاته بأيام قليلة، حيث أرسل وصيته على الهاتف لأحد أصدقائة، قائلًا: "أنا أعلن وصيتي في حالة وفاتي يتم لفِّي بعلم مصر، وتشييع جنازتي في ميدان التحرير، والتبرع بقرنية عينَي لمصابي الثورة، عين لشخص وعين لشخص آخر، وأن يتم التبرع بباقي أجزاء جسمي لمصابي الثورة".

 حرمانية التبرع
 وهناك جدل حول حكم التبرع بالأعضاء، فيقول الشيخ الراحل الشعراوي إن الاشياء النافعة لابن آدم يخلقها الله ثم يجعلها للإنسان ثم يُملِّكها له، أما ذات الإنسان وأبعاد الإنسان كأعضائه فهي خُلقت وجُعلت من الله، وتظل مملوكة لله".

 وأضاف: "وما دام الأمر كذلك خلقًا وجعلًا وملكًا يجب أن يتنبَّه الذين يدَّعون عاطفية الإنسانية لخلق الله، فيخلعون عينًا ليضعوها في إنسان آخر، وينتزعون جزءًا من الإنسان ليعطوه لآخر، ويقولوا تبرعوا، فالتبرع بالشيء فرع الملكية، والبيع الشيء فرع الملكية، وما دام الإنسان لا يملك ذاته ولا أبعاده فلا يصح أن يتصرَّف فيها لا بالتبرع ولا بالبيع".

 واسترشد "الشعراوي" بآيات القرآن الكريم، ومنها قول الله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}، وأيضًا قول الله تعالى: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ}.




 التبرع حلال
 وعلى الصعيد الآخر، أصدر الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، فتوى أباح فيها نقل أعضاء الإنسان من الحي إلى الحي ومن الميت إلى الحي، قائلًا إنه "من الوسائل الطيبة التي ثبت جدواها في العلاج والدواء والشفاء، للمحافظة على النفس والذات، ولكن بشروط لا بد من توافرها تبعد من نطاق التلاعب بالإنسان الذي كرمه الله، ولا تحوله إلى قطع غيار، بل يكون القصد منها التعاون على البر والتقوى"، واضعًا عدة شروط للتبرع منها، أن يكون بعيدًا عن البيع والشراء والتجارة، وبدون مقابل مادي للمعطي صاحب العضو، إذا كان حيًا وميتًا.

 وأضافت الفتوى، أنه إذا لم توجد وسيلة أخرى للعلاج، وقرر أهل الخبرة أنها هي الوسيلة التي تحقق النفع، ولا تؤدي إلى ضرر بالآخذ والمأخوذ منه، فحينها يكون مباحًا من باب التضحية بالنفس لنفع الآخرين، في إشارة إلى قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، وكذلك قوله تعالى:"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
الجريدة الرسمية