رئيس التحرير
عصام كامل

فتش عن الصهيونية في «تدمير» فرنسا !


كتبنا عن أحداث صحيفة "شارلي إيبدو" الشهيرة وقلناها بعدها على الهواء في أكثر من برنامج أهمها مع الأستاذ أسامة كمال على "القاهرة والناس" والذي سألني: لماذا فرنسا ؟ وقلت: إنها البلد الأوروبي -الأوروبي- الوحيد الذي يغرد خارج السرب الأمريكي أي وبالتالي فهي خارج -أو تسعى لتكون خارج- دائرة نفوذ المنظمات الصهيونية التي تحكم وتتحكم في العالم كله وفرنسا تفعل المحرمات الصهيونية كلها فهي صاحبة أكبر حالة استقبال للمسلمين في الغرب سيكونوا أصحاب الديانة الغالبة بعد سنوات إن بقي الحال على ما هو عليه..


وهي الدولة الأوروبية -الكبرى- التي تسعى وتدعو لدولة فلسطينية مستقلة حكومة وبرلمانا بل إن الدعوة جاءت من الجمعية الوطنية الفرنسية ( البرلمان ) قبل الحكومة والرئاسة هناك بل تطور الأمر إلى المبادرة الفرنسية التي تدعو لحل الدولتين بمقولة في مجلس الأمن للمندوب الفرنسي "إن التزاماتنا الأخلاقية والقانونية تدعونا لذلك"!

كما أنها دولة صاحبة نفوذ قديم وإمبراطورية عظمى سابقة وتركها تلتقي بلا ضوابط مع العالم بعيدًا عن النفوذ الأمريكي الذي يشكل خطرًا على النفوذ المذكور حتى إنها تركت بمفردها تواجه الإرهاب في "مالي" ونجحت دون دعم أمريكي أو أوروبي وهو ما أرادته فرنسا كبداية لإعادة أو لاستعادة قدراتها العسكرية وقدرتها على الحركة على المسرح العالمي، كما أن فرنسا تتجاوز كل الخطوط الحمراء في بيع وتجارة الأسلحة ومنها إلى المنطقة العربية ولمصر تحديدًا وتجاهلت مبدأ بيع الأسلحة الدفاعية إلى بيع الأسلحة الهجومية بل المتطور منها، كما أن لفرنسا رؤية مستقلة تقريبًا عن الغرب في التعامل مع إيران والوضع في لبنان!

"يوسي جال" سفير العدو الإسرائيلي في فرنسا قالها صراحة في جمعية الصحافة الفرنسية: "على الجمعية الوطنية التراجع عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإلا ستشهد فرنسا موجات إرهابية" ! ولا نعرف كيف بقي في مكانه دون طرده ؟ ولا نعرف كيف نصب نفسه متحدثًا باسم الجماعات الإرهابية ؟ الشيء الوحيد الذي نعرفه أن بعد أيام حدثت شارلي إيبدو فعلا ولم يتوقف الإرهاب من وقتها !

سيقول المفزلكون والسفسطائيون والمكلفون بالهجوم على نظرية المؤامرة -كجزء من المؤامرة- إن الإرهاب وليس الموساد هو من يضرب فرنسا.. ونقول: ومن أذن يقف خلف هذه الجماعات ؟ سيتحدث هؤلاء أيضًا عن تاريخ الجماعات وقصص تأسيسها دون أي قدرة على تعلم أي شيء من التاريخ وقد فهمنا وخبرنا وعرفنا منه أن اختراق هذه الجماعات بدأ مبكرًا وبعضها صنعته أجهزة المخابرات صناعة كاملة من الألف إلى الياء بأشخاص عربية مسلمة بعضهم تم توظيفه وبعضهم كان يدرك ويعي تمامًا ما يفعل وبالتمويل الكبير والدعم الإعلامي الرهيب كبرت التنظيمات وصدقها البلهاء وانضموا إليها !

الهدف الآن: طرد المسلمين من أوروبا.. التجهيز لعدو جديد وخطر آخر لما بعد القضاء على الجماعات الإرهابية التقليدية الحالية وأن تفهم فرنسا الدرس وتتراجع.. أو تكون عبرة لمن يعتبر!
الجريدة الرسمية