رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم الخاص من البديل إلى الأساسي «تقرير»

الجامعات الخاصة
الجامعات الخاصة

"الجامعات الخاصة بديل البُلداء وأولاد الذوات" جملة كنا نسمعها كثيرًا منذ عدة أعوام، بجانب عدد من النصائح الداعية إلى تجنب الجامعات والمعاهد الخاصة واللجوء إلى الجامعات الحكومية حتى وإن كان التخصص على غير هواك، مبررين وجهة نظرهم بأن سوق العمل لا تعترف بالتعليم الخاص، وأن من يلجأ إلى "الخاص" لم يستطع تحقيق درجات مرتفعة بمرحلة الثانوية العامة.


وظلت النظرة الدونية إلى التعليم الخاص لعدة سنوات، إلا أن "الآية اتعكست" بالتدريج حتى أصبح عدد لا يستهان به من الأشخاص لا يعتبرون التعليم الخاص مجرد بديل للتعليم الحكومي، وإنما يعتبرونه أساس التعليم في مصر.

فكشفت الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء على مدى الأعوام الأخيرة، عن ارتفاع أعداد الطلاب المقبلين على الجامعات والمعاهد الخاصة.

وتبين التقارير، ارتفاع أعداد الطلاب المقيدين بالجامعات الخاصة عام 2009-2010، حيث وصل إلى 70309 طلاب، مقابل 59852 طالبا عام 2008-2009 بنسبة زيادة بلغت 17.5٪.

ثم ارتفعت أعداد المقيدين بالجامعات الخاصة إلى 94،5 ألف طالب عام 2013/2012.

كما سجل العام 2013/ 2014 ارتفاعًا جديدًا، ليصل أعداد المقيدين بالجامعات الخاصة إلى 111،6 ألف طالب.

واحتلت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا المرتبة الأولى من حيث عدد الطلاب المقيدين بالجامعات الخاصة بالعام ذاته، حيث بلغ عددهم 16 ألف طالب بنسبة 14،0٪، يليها جامعة جامعة 6 أكتوبر بعدد 15 ألف طالب بنسبة 13،6٪ من إجمالى أعداد طلاب الجامعات الخاصة لعام2013/ 2014.

جاءت تلك الإحصائيات كدليل صادم على ارتفاع إقبال طلاب الثانوي على الجامعات الخاصة رغم ارتفاع الحد الأدنى لتنسيق كلياتها إلى ما يقترب من تنسيق الكليات الحكومية، وبالأخص العلمية منها، بعكس الوضع السابق قبل عدة سنوات عندما كان الفرق كبيرًا، بين تنسيق الكليات العلمية الخاصة والحكومية.

ففي عام 2009 حدد المجلس الأعلى للجامعات الخاصة – الحد الأدنى‮ للقبول من التنسيق للقبول بالكليات والمعاهد الخاصة المختلفة، وجاء قرار المجلس على النحو الآتي:‬90٪‮ ‬ للقبول بكليات الطب البشري‮ ‬مقابل ‬97‭.‬7٪‮  ‬بالكليات الحكومية و79٪‮ ‬لكليات الصيدلة مقابل‮ ‬96‭.‬2٪‮ ‬بالحكومية،‮ ‬و79٪‮ ‬لطب الأسنان مقابل‮ ‬97‭.‬4٪‮ ‬للحكومية‮. ‬و75٪‮ ‬للعلاج الطبيعي‮ ‬مقابل‮ ‬95‭.‬9٪‮ ‬للحكومية‮. ‬
وجاءت نسب القبول بالكليات العلمية في الجامعات الخاصة لعام 2015، على النحو الآتي: الطب البشرى 95% مقابل 98.5% للحكومة، وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى 90%، مقابل متوسط 96.9% للحكومة، والهندسة 85%.

وبرغم ارتفاع الحد الأدنى من تنسيق الجامعات الخاصة بشكل تدريجي على مدى أعوام، وزيادة مصروفات الجامعات الخاصة بشكل كبير، إلا أن أعداد الطلاب المقبلين على الجامعات الخاصة ارتفعت بالتزامن مع التنسيق والمصاريف الدراسية بعكس ما توقع الخبراء، بل وصل الإقبال إلى مرحلة أن الطلاب وأولياء أمورهم أصبحوا لا ينتظرون نتيجة تنسيق الجامعات الحكومية أو الخاصة، ويهرعون إلى الجامعات الخاصة وسحب ملف حجز في عدد من الجامعات الخاصة لمجرد حجز مكان في سباق الالتحاق بالجامعات الخاصة، رغم ارتفاع أسعار ملفات التقديم في الجامعات والمعاهد الخاصة والتي تتراوح بين 500 و600 جنيه للملف لا يستردهم المقدم حال رفضه.

ورصدت «فيتو» في الأسبوع الجاري عددًا من الطلاب المقبلين على الحجز في الجامعات الخاصة، على الرغم من ارتفاع تنسيق الجامعات الخاصة.

وأوضح الطلاب المتقدمين لتسجيل في الجامعات الخاصة أن أسباب عزوفهم عن الجامعات الحكومية ولجوئهم للخاصة تتمثل في الآتي:

أعربت الطالبة هبة عمر إحدى خريجي الثانوية العامة والراغبة في الالتحاق بكلية طب أسنان بجامعة 6 أكتوبر، عن مدى ثقتها بالجامعة، وذلك لالتحاق شقيقها بها سابقًا، مضيفة أنها فضلت الجامعة الخاصة عن الحكومية، وذلك لإعطائها الفرصة الأكبر في اختيار الكلية التي تريدها، مؤكدة على أن نظام التعليم الخاص قوي ومفيد على عكس التعليم بالجامعات الحكومية.

وأشارت إلى مدى الظلم الواقع على الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة من الخارج في حجز مقاعد لهم في الجامعات الحكومية قائلة: "99% من المغتربين في الجامعات الخاصة".

وعند سؤال إحدى أولياء الأمور عن سبب اختيارها للجامعات الخاصة، أشارت إلى تخوفها من ارتفاع الحد الأدنى لتنسيق الكليات الحكومية بسبب حلات الغش التي حدثت في امتحانات الثانوية وبيع نماذج الإجابة، موضحة أن الجامعات الخاصة تعطي الفرصة للطلاب في تعليم أفضل حتى وإن كان بمالغ كبيرة.

وقالت منار حمزة، إحدي الطالبات: إن سبب اختياري للجامعة الخاصة هو خوفي الشديد من ارتفاع تنسيق الكليات الحكومية وعدم التحاقي بأحدهم، ولذلك قررت أن أحجز لي مقعد في كلية خاصة.

فيما قال خالد محمد، أحد الحاصلين على الثانوية العامة من دولة الكويت، نعاني بشكل كبير من تنسيق الكليات الحكومية بسبب الارتفاع الملحوظ في تنسيق كليات القمة وهذا يعد عائقا أمامنا يمنعنا من الالتحاق بأي كلية بجامعة حكومية معربًا عن حزنه الشديد قائلًا: "احنا بنتعامل مغتربين داخل وبره البلد"، مضيفًا أن الجامعات الخاصة تتيح لهم نظام الحجز بأي الكليات المرغوب فيها ونحن نقبل على الكليات الخاصة على الرغم من ارتفاع أسعارها.

وأضاف أنه ذهب إلى أكثر من جامعة ودفع رسوم "سحب استمارة" حتى يضمن له مكان، قائلًا: "بدفع في كل جامعة مبلغ عشان أضمن مكان" .

وأوضح أحد أولياء الأمور أن سبب لجوئه للجامعات الخاصة، هو الخوف من انتظار تنسيق الجامعات الحكومية، وتابع: "خايفين تفرق معانا على 1 أو 2% يدخل كلية مش عايزينها".
الجريدة الرسمية