الكتاب الأبيض الألماني.. 83 صفحة ترسم خريطة الحرب العالمية الثالثة.. برلين تعتبر موسكو تحديًا لأمن أوروبا وتدعو الدول المعنية بالرد.. والجيش الألماني يتجه لزيادة عدد قواته لأول مرة منذ الحرب الباردة
صادقت ألمانيا على توجيهات جديدة في مجال الدفاع ستجعل البلاد تضطلع بدور عسكري أهم على الساحة الدولية، مؤكدةً أن روسيا تشكل تحديا لأمن أوروبا.
عدم التحرك
وقالت وزيرة الدفاع "اورسولا فون دير ليين"، خلال عرضها "كتابًا أبيض" يتضمن التوجيهات الجديدة للجيش الألماني: "لن ننسى أبدا من أين نأتي، ولكن تحديدا، وانطلاقا من دروس التاريخ، نرى أيضا أن الذنب يمكن أن يتأتى من عدم التحرك".
وهذه الوثيقة التي تقع في 83 صفحة، علمًا بأن الوثيقة الأخيرة تعود إلى 2006، تشكل خارطة طريق للجيش الألماني للاعوام المقبلة، مع التشديد على الدور الرئيسي الذي ينبغي أن يؤديه على الساحة الدولية. وجاء في الوثيقة أن ألمانيا، أول دولة اقتصادية في أوروبا، "باتت تعتبر أكثر وأكثر طرفًا أساسيًا في أوروبا يتحمل مسئولية المساهمة في رسم النظام العالمي بصورة نشطة".
العالم تغير
وشددت وزيرة الدفاع على أن: "العالم تغير ودور ألمانيا في العالم تغير لا ندعي اننا أكبر ولا أصغر مما نحن عليه. نحن مستعدون لتحمل مسؤوليات وتولي القيادة، لكننا نعرف حجمنا".
وتعكس هذه النية تبدلا للنموذج في ألمانيا كان بدأ قبل عشرين عاما حين اجيز للجيش الألماني العام 1994 المشاركة في عمليات متعددة الطرف لحفظ السلام، بعد أعوام من الاحجام مرتبطة بالحرب العالمية الثانية. وفي 1999، أصبح الجيش الألماني للمرة الأولى منذ 1945 يشارك في عمليات عسكرية في الخارج، وتحديدا في كوسوفو في إطار الحلف الأطلسي.
وبجيش يناهز 177 ألف عسكري، تنشر ألمانيا قواتها في دول عدة (مالي وكوسوفو وأفغانستان). حتى أن البلد زود أخيرا للمرة الأولى مجموعة تشارك في أحد النزاعات بالسلاح، وهي قوات البشمركة الكردية في العراق التي تقاتل تنظيم "داعش" الإرهابي. وسيشهد الجيش الألماني أول زيادة لعدده منذ نهاية الحرب الباردة.
التهديد الروسي
بعد بضعة أيام من قمة الحلف الأطلسي، يعتبر "الكتاب الأبيض" أن روسيا تشكل أحد التهديدات الرئيسية. وتورد الوثيقة أن روسيا في نهاية المطاف قد "تمثل تحديا لأمن" أوروبا، وسواء كان الأمر صدفة أو لا، تزامن اقرار الوثيقة مع اجتماع يعقده ممثلو الحلف الأطلسي وروسيا في بروكسل بعد قمة وارسو التي قرر فيها الحلف نشر ما يصل إلى أربعة آلاف جندي في الشرق في مواجهة التهديد الروسي.
ويؤكد "الكتاب الأبيض" أن "روسيا تبدو مستعدة للمضي إلى أقصى حدود التزاماتها الدولية الراهنة"، وهذا الموقف "يتطلب ردا من الدول المعنية وأيضا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الاطلسي".