(ليفني) و(بكار).. (ليفني) والجول!
دعنا نعترف بلا لف ولا دوران ملوش أي معنى أن (تسيبى ليفنى)، وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، كامرأة كانت ست حلوة، لا سيما إذا ما قورنت بالعفاريت الزُرق من عينة وزيرة خارجية الولايات المُتحدة السابقة (كوندليزا رايس) اللى كانت تقطع الخميرة من البيت، أو بالشياطين الصُفر مثل الحيزبون (مادلين أولبرايت) صاحبة ذات المنصب الأمريكى قبلًا والتي لم تكُن قادرة على قطع الخميرة من البيت فحسب، لكنها كانت كفاءة تهدم البيت ذات نفسه فوق رءوس أصحابه والجيران بسحنتها العوجة!
ولماذا نشكُر في جمال (ليفنى) كأنثى رغم أنها وزيرة خارجية العدو، وصاحبة صولات وجولات إجرامية لا ينكرها بشر؟ لسبب بسيط هو أن تاريخ المذكورة يؤكد أنها لم تكتف بالعمل الديبلوماسى الإجرامى بنعومة فحسب، ولا حتى بالعمل العسكري الخشن، لكنها استغلت إمكانياتها كأنثى لنصرة بلدها، وهذه النصرة لا تتأتى إلا بالمزيد من القضاء على القضية الفلسطينية، لا سيما بعدما تورَّط معها بعض مسئولى تلك القضية في علاقات جنسية تم استغلالها ضدهم لا كأشخاص ولا كرجال ـ لم يكونوا كذلك بالنسبة لما استأمنه عليه شعبهم المكلوم فيهم ـ لكن ضدهم كمسئولين فرَّطوا في شرف وطنهم ومصيره من أجل ليلة ساخنة مُلتهبة أو أكثر في أحضان الموزَّة الإسرائيلية (تسيبى ليفنى)!
ميزة (ليفنى) أنها تدرَّجت بالشكل المُناسب لها في المسار الوظيفى، فقد عملت كعاهرة في شبابها لصالح الموساد الإسرائيلى وضد مصالح فلسطين والعرب، وكانت وقتها بمثابة صاروخ نووى فشل البعض من رافعى راية المقاومة واللى بيقولوا على نفسهم مقاومين إنهم يقاوموها، فوقعوا في حبائلها كالمُغفلين، بينما ريالتهم تُغرق الأرض والوطن والمساكين من المُشردين واللاجئين معًا، وبعد أن كبرت في السن وبدأ جمالها يغيب تدريجيًا ومعه تقل جاذبيتها تخلَّت عن ذلك التخصُص ثم تحولت لديبلوماسية وصلت للقمة فيها في بلدها بعدما أصبحت وزيرة لخارجيتها!
المُشكلة أن (تسيبى ليفنى) بعدما كبرت وخلَّصت كُل أدوارها، ولم تعُد تمتلك المزيد من رمشة عين قادرة على طعن قلب ذكر بسن مشاعر هفهافة طارئة، أو نسف مقاومة مسئول صعب المراس عن طريق لمسة أو همسة أو تنهيدة منها، المُشكلة بعدما غاب كُل ذلك وبدأت شمس (ليفنى) في الاختفاء في البحر ساعة غروب حياتها وجمالها معًا وجدت مؤخرًا مَن يطلُب بإلحاح لقاءها بشوق ولهفة بعقلية التيار الذي يُمثله (نادر بكار) والمعروف بهوسه بالنساء-التيار لا (نادر) تحديدًا- فتيار كان يمثله (على ونيس) صاحب واقعة تحت الكوبرى الشهيرة لن يكون بمقدوره مقاومة (كوندليزا رايس) مثلًا، فما بالك بـ(ليفنى) والفارق بينهما كأنثيين كالفارق بين التجمُع الخامس والشرابية؟!
طلب (بكار) بإصرار ولِه وبصبر عاشق وبإرادة مُتيَّم الالتقاء بـ(تسيبى ليفنى) في الولايات المُتحدة وبالتأكيد لم يكُن هذا بعيدًا عن حزبه ولا تياره ولا شيوخه أصحاب فتاوى السيكو سيكو والميكو ميكو، والظن قائمًا لحد الثقة أن الإخوان في إسرائيل مع الإخوان في الولايات المُتحدة سيقوموا بتوفير السرية المُناسبة للقاء حسب طلب (نادر بكار) تلميذ جامعة هارفارد النجيب، والذي يبدو أنهم اشترطوا نجاحه في الإحصاء، وحصوله على درجات كويسة في الفيزياء ليكون جزاءه الجميل إنهم يستجيبوا لطلبه ويفرَّجوه ـ على انفراد ـ على طنط (ليفنى)!
ولأنهم مُحدثو سياسة، ومُغيبى عقل ومنطق وخبرة، ولأنهم اعتادوا أن يلعبوا دور المُخادع باستخدام الدين، فلم يتوقع (بكار) ولا مَن يقف خلفه من السلفيين أن أحدًا سيخدعهم بهذه البساطة لا سيما وأن حكاية الحرام والحلال وفتاوى سيب مراتك لو هيغتصبوها واخلع الصادرة من (ياسر برهامى) لا يُمكن أن تنطلى على المُخابرات المركزية الأمريكية CIA ولا على الموساد ولا حتى على قسم شُرطة أول نيروبى، فلقد تم اللقاء في سرية تامة، ثم تم الإعلان عنه لفضح التلميذ النجيب في ألف باء وجدول الضرب، الخايب جدًا لدرجة التفاهة في السياسة وألاعيبها!
هل صافحها يدًا بيد، أم اكتفى بإيماءة من رأسه مع تأكيد أنه متوضى، ربما أخدها بالحُضن أو أخدته بالحُضن لأنهما التقيا في أمريكا حيث لا عُقَد نفسية أو مؤاخذات مُجتمعة مُتخلفة زى عندنا هنا في العالم الثالث، ربما حصُل على فتوى من (ياسر برهامى) تؤكد أن الحصول على أي فائدة من (تسيبى ليفنى) هي مكسب للدين، سواء كانت قَطَّة أو حطَّة أو بطَّة، وأنها بمثابة فريسة أو غنيمة حرب لا يعيب استغلالها كأفضل ما يكون رغم إنها كبرت ودبلت وكرمشت، مع إلحاق الفتوى بتأكيد من (برهامى) بإن "السلام أمانة للغالية"!
بالمناسبة ربما وقع (برهامى) من على البُعد في هوى (ليفنى) بالشكل الإنسانى لا بشكل قليل الأدب، لا سيما أنها اعترفت في قديم الأزل أنها قبل أن تمارس الجنس مع المسئولين العرب مثل (صائب عريقات) و(ياسر عبد ربه) لتستغل مُمارساتها تلك ضد بلادهم الحزينة المهزومة من ولادها قبل الغريب، كانت قد قامت بالحصول على فتوى صريحة من أكبر حاخامات إسرائيل بجواز هذا لأنه سيخدم بلدها على حَد قولهم، بذمتك شوفت إيمان وتقوى وورَع أكتر من كده؟ له حق يقع في هواها والله!
ونعود لـ(نادر بكار) وهو رايح اللقاء وقلبه بيهفهف، وقد ارتدى الحتَّة الزفرة وأكيد كُل الحتت في أمريكا زفرة، والجَو هناك مفيهوش عرق وتلزيق يجيب العار شكلًا ومضمونًا ورائحة زى عندنا، ولا بهدلة مواصلات تخلى عريس الليلة كأنه صبى بشكار في المدبح يوم العيد الكبير، هل جاب لها دبدوب أحمر فاقع من اللى بيقرفنا بيه المراهقون أيام عيد الحُب وعيد الأم وعيد شم النسيم، أم كان راقيًا فدخل عليها شايل الشنطة الورق إياها اللى مرسوم عليها قلب ووردة ومكتوب فوقها LOVE وبداخلها ـ الشنطة ـ إزازة بارفان ملفوفة بورق السوليفان الملوِّن بقلوب حمرا على خلفية زرقا وبرضه عليه كلمة LOVE أو MISSED YOU، وربما كان النمس أكثر نصاحة وعملية فجاب لها عباية من خان الخليلى مع شبشب وخلخال قال يعنى كدة بيوصل لها رسالة ذكية إنها تلتزم وتلبس طويل، ويبقى خَد فيها ثواب!
ربما لو لم يتم فضح اللقاء لسافر السلفيون زرافات زرافات إلى الولايات المُتحدة لعقد لقاءات مُشابهة، ولبدء مُحادثات لا تنتهى بالتناوب فيما بينهم على الاجتماع السرى اللذيذ بالموزَّة الإسرائيلية المُتقاعدة، ولن أتحدَّث عن الغرض السياسي من طلب اللقاء، ولا الهدف، ولا الخيانة للوطن، ولا خداع الناس باسم الدين، فكلها أمور قتلها زملائنا وأساتذتنا بحثًا وتنقيبًا، وإن كان تودد السلفيين لإسرائيل أو حتى لأمريكا لن يفيد لسبب بسيط، هو أن عهد استقواء الراغبين في الكُرسى بالخارج من أجل الوصول إليه قد انتهى نظريًا وعمليًا بعد تجربة الإخوان التي دعنا نعترف أنها كانت تجربة ناجحة في تنفيذ ما أرادوا بغض النظر عن اختلافنا حوله، لكن لا الثورة ستتكرر ولا تجربة الانقضاض عليها وركوبها ومن ثم العبث بمصير الوطن بدَس رئيس دلدول خائن أو تيار إرهابى في سدنة الحُكم ستُعاد، وأكبر حماقة يُمكن للمرء أن يرتكبها هي أن يسعى للنجاح بذات الوسيلة التي سبق له النجاح بها!
وأخيرًا فقد كان الخاسر الوحيد من هذا اللقاء هو السلفيين الذين حلموا بتسجيل هدف فتلقت شباكهم هدفًا أنقح من بين أقدامهم، كوبرى يعنى، وهو هدف بارع بالطريقة التي اشتهرت بها (تسيبى ليفنى) -التمرير من بين الساقين أو اللعب بينهما لا فارق- لا سيما مع تاريخها المذكور بعاليه قبل أن يسعى المُعجزة (نادر بكار) مُمثل اتجاه النصب الدينى ليلهث خلفها بعد أن بلغت من العُمر عتيًا ليلقاها بكُل وِد، وياخُد له هو كمان جول من بين ساقيـه على طريقة (ليفنى) و(بكار).. (ليفنى) والجون.. وهاتها م الشبكة يا (مخيون)!
