مؤتمر المعارضة الإيرانية وسيناريوهات سقوط النظام
منذ أيام قليلة انعقد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس بحضور مائة ألف شخصية معارضة للنظام في إيران، المؤتمر الذي تواجدت في شخصيات أمريكية مثل هوارد دين المرشح الديمقراطي للرئاسة، وجون بولتون مندوب الولايات المتحدة الأسبق في الأمم المتحدة، تعددت الشخصيات الأمريكية فضمت توم ريتش، أول وزير للأمن الداخلي الأمريكي، نيوت جينجريتش، رئيس الكونجرس الأمريكي ومرشح الرئاسة الأمريكية السابق.
الجميع طالب بإنهاء النظام في إيران وبشروا بسقوطه، ومن بين من بشّر بسقوط النظام في إيران بعض المشاركين في المؤتمر جاءوا من دول عربية لا تقل ديكتاتورية واضطهادا للأقليات عن إيران، لكن هذه الحقيقة لم يكن لها وزن لدى الأمريكيين ولا للباحثين عن الحرية والمضطهدين من لهيب الديكتاتورية.
المؤتمر أعاد للذاكرة الحرب التي يتم التجهيز لها ضد إيران، سيناريوهات سقوط النظام فيها، فالرئيس الأسبق للكونجرس الأمريكي، نيوت جينجرتيش، قال إن النظام الإيراني سيسقط بانتفاضة شعبية.
ولا تبدو فكرة سقوط إيران مستبعدة رغم الاتفاق النووي الذي رفع العقوبات عنها، فالحصار السياسي على إيران لا يقل ضراوة عن الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضا عليها، سيناريوهات إسقاط النظام لا تنطوي على تكتيكات محددة ولكنها تشير إلى الخطوط العريضة التي قد تؤدي إلى إسقاط النظام، فالكاتب الإيراني الأمريكي والباحث في الدراسات الإسلامية والمحلل السياسي، "مهدي خلجي"، يرى أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الست لن يقود إلى استثمارات ضخمة في إيران، وأن الشركات العملاقة ستمتنع لطبيعة النظام هناك، وهو ما سيؤدي، في رأي خلجي، إلى التمهيد لانتفاضة في إيران.
ويتفق "كريم سادجبور"، الباحث في الشئون الإيرانية، مع رؤية "مهدي خلجي"، حيث يرى "كريم سادجبور" أن الاتفاق النووي سيزيد من تمسك القائمين على النظام بالسلطة، غير أن كريم يرى أن النظام في إيران سيتفكك بنفس طريقة الاتحاد السوفييتي، في إشارة إلى أن إيران ستمر بفترة من القوة يعقبها انهيار تدريجي.
ويرجح "فريدريك كاجان"، أستاذ التاريخ الحربي، قيام حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، في سيناريو – يطلق عليه "فريدريك كاجان"– سيناريو حافة الهاوية، حيث سيتخلى الرئيس الأمريكي المقبل عن الاتفاق النووي وسيكون ذلك بمثابة "إعلان حرب"، فالاتفاق النووي – كما قام بتسويقه باراك أوباما – بديلًا للحرب.
أما ”روبين رايت"، الباحثة الأمريكية في الشئون الخارجية، فترى أن سيناريو "الانفتاح الحذر" سيؤدي في النهاية إلى مزيد من الانفتاح على الغرب بشكل لن يتمكن معه النظام في إيران من إيقافه وهو ما سيؤدى لاحقا لسقوط النظام.
وفي الجانب المقابل، يعد "شاهير شاهيدسالس" من شبكة "عين الشرق الأوسط"، الأسباب التي تساعد النظام الإيراني على تماسكه، فيقول إن عدم وجود بديل شعبي مغاير للنظام هو أحد أسباب قوة النظام. ويؤكد "شاهير" أن نظام الانتخابات-الشفافة في إيران– وفقا لتعبير "شاهير"– والتأييد الشعبي، وبخاصة من جانب الشباب شاهدان على متانة النظام وقوته.
وبعيدًا عن الدعاية التي تقودها تيارات ترغب في إسقاط النظام في إيران، أو الدعاية التي تجيشها إيران لدلالة على قوة النظام، فإن المؤكد أن العام القادم سيشهد توترا في الأجواء الإيرانية–الأمريكية وربما ستبدو الحرب أقرب من أي وقت مضى مع الشهور الأولى لتولى دونالد ترامب رئاسة أمريكا.