رئيس التحرير
عصام كامل

تحذير للآباء.. إياك وتنمية الشعور بالذنب في نفس طفلك

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الشعور بالذنب من أقسى المشاعر الإنسانية التي تترك أثرا سيئا على نفسية صاحبها، فما بالك في أن يكون هذا الشخص مجرد طفل صغير.

ويؤكد الدكتور هشام عبد الرحمن؛ أخصائى طب نفس الأطفال أنه أحيانا يزرع الآباء الشعور بالذنب في نفوس أطفالهم دون حتى أن يدروا، وذلك من خلال أنواع العقاب التي يستخدمونها مع الطفل إذا ما ارتكب أي خطأ في سنوات حياته الأولى.


يضيف دكتور هشام أن كثيرًا من الأخطاء التي يرتكبها الطفل تكون غير مقصودة ولا ذنب له فيها، فإذا ما انكسر الكوب الذي يشرب فيه يكون ذلك راجعًا إلى عدم اكتمال التوافق العضلى الحركى اللازم له في تناول الأجسام وحملها، أو إلى عدم اكتمال النضج في حاسة الإبصار.

وعندما يتناول شيئًا ملوثًا ويدفع به إلى فمه، فذلك لأنه لا يعرف شيئًا عن النظافة والقذارة، وإنما يستجيب بطريقة فطرية لدوافع البحث عن الطعام في حالة الجوع.

والعقاب الذي يقع عليه وقتها عقاب على أمر لا ذنب له فيه، والطفل إذا ما تبللت ثيابه أثناء النوم أو اليقظة، أو إذا ما عجز عن التحكم في عملية الإخراج، ربما كان ذلك راجعًا إلى أسباب عضوية أو صحية تتصل بوظائف جسمه الحيوية، وربما كان ذلك نتيجة لما بدأ يشعر به من إهمال وعدم رعاية، فقد تكون العودة إلى التبول اللاإرادى أو التبرز حيلة غير شعورية يلجأ إليها الطفل لإعادة جذب اهتمام الأسرة إليه عندما يشعر بتهديد بالحرمان من العطف والمحبة اللذين كان يتمتع بهما في الأسرة.

وينصح دكتور هشام بضرورة تفهم الأخطاء التي يقترفها الطفل قبل عقابه، وتحليلها بهدوء، والوصول لأسبابها الحقيقية، ثم التفكير في مدى استحقاق الطفل للعقاب، أو الاكتفاء بتوضيح مدى الخطأ الذي وقع فيها بالنقاش الهادئ فقط.

ويحذر دكتور هشام من أن القسوة الزائدة والتعنيف يمكن أن يؤديا إلى أن يكره الطفل نفسه، ويعتبر أنه شخص عاجز عن التكيف والتوافق مع متطلبات أقرب الناس إليه (الأم والأب) الذي يوقع العقاب به، فيتولد لديه شعور بالذنب يجعله غير قادر على المشاركة في الحياة الأسرية، ويشعر بالتدرج بفقدان الانتماء إليها.

ويضيف دكتور هشام أن الطفل قد يشعر بأنه شاذ مكروه، وقد يجد نفسه مدفوعًا إلى أن يسلك بطرق تعويضية مستترة بالعدوان على الآخرين ممن يحتك بهم في الأسرة أو المدرسة والمجتمع، فالشعور بالذنب لدى الطفل قد يؤدى به إلى أن يصبح شخصًا انسحابيًّا منطويًا على ذاته يستغل كل فرصة لإطلاق طاقاته المكبوتة بالعدوان على المجتمع، وقد يؤدى به ذلك في يوم من الأيام إلى ارتكاب جريمة تضعه تحت طائلة العقوبات الخاصة بالأحداث أو الراشدين.
الجريدة الرسمية