بالفيديو.. تفعيل بطاقة التموين سبب عذاب المصريين.. موظف واحد يستقبل آلاف الطلبات بمقر الوزارة.. وحالات الإغماء تسيطر على الموقف.. سيدة: «خدتها كعب داير».. وأخرى: «عاوزين يرفعوا الدعم عن
تترك بيتها الكائن في منطقة الدرب الأحمر في الخامسة صباحًا استعدادا ليوم طويل تأمل أن ينتهي بتفعيل بطاقة التموين الخاصة بها وتمكنها من صرف السكر والزيت بعد فشلها في ذلك منذ أكثر من شهرين.
مشكلة فاطمة توفيق المرأة الستينية في نقل بطاقتها من القاهرة إلى الجيزة مما أدى إلى توقف صرف التموين، ورغم أن موظفي التموين أكدوا أن البطاقة في الجيزة عادوا بعد ثلاثة أيام من المشاوير والمرمطة على حد قولها ليؤكدوا لها أن البطاقة تعمل الآن وإنها لم تخرج من محافظة القاهرة!
ما حدث للمرأة الستينية لم يكن إلا حالة ضمن حالات كثيرة رصدتها فيتو في مقر وزارة التموين التي يحتشد فيها المواطنون لتفعيل بطاقات التموين الخاصة بهم بعد أزمة توقف تلك البطاقات خلال اليومين الماضيين.
وقبل بدء تطبيق تلك المنظومة التي تعتمد على بطاقات الكارت الذكي رفعت وزارة التموين شعار راحة المواطنين أولًا، مؤكدين أن تلك الطريقة هي الأنسب، وسرعان ما ظهر أن هذا الكلام ليس له أي أساس واقعي.
فيتو ذهبت إلى هناك حيث مقر وزارة التموين بشارع القصر العيني، لرصد الطوابير التي تتشكل منذ صباح اليوم في انتظار قدوم الموظفين لبدء العمل.
منفذ واحد يقف فيه أحد الموظفين لاستقبال طلبات المئات، الأمر الذي يستغرق ساعات طويلة يضطر المواطنون خلالها إلى افتراش الأرض و«الحسبنة» على الحكومة التي لا تستطيع توفير أكثر من موظف لحل تلك الأزمة.
الموظف يغلق شباكه أمام المواطنين كثيرًا، هكذا أكد عدد من الأهالي الذين عبروا عن غضبهم تجاه ما أسموه سوء المعاملة من الموظف المفترض تلقيه طلباتهم، مضيفين «كل ما يضايق يقفل في وشنا الشباك كأننا بنشحت منه»
أمام هذا الموقف لم يكن هناك مخرج سوى الفضفضة بين المواطنين في محاولة منهم لتجاهل ما يحدث أو لتصبير أنفسهم حتى لا يضطروا إلى القدوم مرة أخرى إلى الوزارة التي لا تقدم أي يد للعون وفق رأيهم.
تلك الفضفضة كانت عبارة عن عدة شكاوى، فما بين سيدة لم تصرف التموين الخاص بها منذ أربعة أشهر، وأخرى دارت «كعب داير» على كافة المكاتب حتى أنتهى بها المطاف أمام الوزارة.
«السيستم واقع» هو السبب الذي أكده أكثر من مواطن أمام وزارة التموين مما دفعهم إلى القول «إذا كان السيستم واقع بتعملوه ليه»، فيما عبرت أحد السيدات بجرأة أكثر قائلة « بيعملوا كل ده علشان يرفعوا الدعم، ياريت الرئيس كان سابلنا التموين القديم »
حالات إغماء
متوسط أعمار المنتظرين في الطوابير من بين 40-60، أمر لم تلتفت إليه وزارة التموين فكانت النتيجة هي سقوط بعض المواطنين مغشيًا عليهم، وهو ما حدث اليوم بعد إصابة إحدى السيدات بحالة إغماء نتيجة الزحام وارتفاع درجة الحرارة.«سبوبة أموال» هكذا قال بعض الأهالي عن توقف البطاقة، مؤكدين أن بعض البطاقات تستلزم عمال حوالات بريدية وهو ما يعني دفع أكثر من مائة جنيه ومع الأعداد الكبيرة وتوقف البطاقات أكثر من مرة يتضح تلك الأسباب.