رئيس التحرير
عصام كامل

جدل حول عودة السياحة الروسية إلى تركيا.. «الزيات»: المصالح الاقتصادية وراء قرار موسكو.. «صدقى»: اعتذار «أردوغان» لبوتين «السبب».. وتساؤلات حول تجاهل مصر رغم تأم

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أثار قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بعودة السياحة الروسية إلى تركيا، الدهشة لدى المهتمين بالسياحة والسياسة في مصر، وذلك في الوقت الذي كان يجب أن يكون القرار فيه بعودة السياحة الروسية لمصر منذ عدة أشهر في ظل تنفيذ مصر للطلبات الروسية المتعلقة بتأمين المطارات، ما دفع الجميع للتساؤل ماذا فعلت تركيا ولم تفعله مصر؟


مصالح اقتصادية

أكد إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن التوازنات السياسية والاقتصادية السبب الرئيسى في القرار الروسى بعودة العلاقات الروسية التركية لسابق عهدها بعد الأزمة السياسية التي ترتبت على سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ، وتفاقمت بقيام القوات التركية بإسقاط طائرة حربية روسية أثناء قيامها بعمليات في سوريا.

وأوضح الزيات أن هناك مصالح اقتصادية كبرى بين روسيا وتركيا لايمكن تعويضها بدول أخرى بنفس المواصفات، فتركيا تعتبر أكبر مستورد للبترول والغاز الطبيعى من روسيا، وهناك ميزة اقتصادية في هذا المجال حيث إن جميع الصفقات المتعلقة بالبترول والغاز يتم دفعها نقدا وليس بأقساط أو مدد طويلة الأجل كما يتم في مثل هذه الحالات، ولذلك فإن الأمر غير مستغرب لأن المصالح الاقتصادية في عالمنا اليوم هي التي تحدد العلاقات بين الدول، مشيرا إلى أن روسيا طلبت من مصر تصدير الخضراوات والفاكهة ولم تستطع الشركات المصرية الاستجابة لذلك من حيث الكميات والجودة المطلوبة ولكن تركيا تفعل ذلك.

وقال رئيس اتحاد الغرف السياحية: إن مصر حققت المطالب الروسية فيما يتعلق بتأمين المطارات وهناك أكثر من وفد أمني روسى زار مصر وتفقد الإجراءات الأمنية في أكثر من مطار، وأشاد بها، خاصة عندما أنشأت مصر أول شركة مدنية لإدارة المطارات، وتقوم كبرى الشركات العالمية المتخصصة حاليا بتدريبها وإعداد الكوادر على أعلى مستوى عالمى، وستبدأ تلك الشركة بمطار شرم الشيخ خلال شهرين.

قرار سياسي

وأكد عمرو صدقى، عضو لجنة السياحة بالبرلمان أن القرار الروسى بعودة السياحة إلى تركيا سياسي تماما ولاعلاقة له بأسباب سياحية، موضحا أنه جاء نتيجة ضغوط سياسية من دول أجنبية لعودة العلاقات الروسية –التركية حيث طلبت جهات دولية من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الاعتذار لبوتين، وبالفعل اعتذر له، وفى نفس الوقت كانت هناك ضغوط سياسية واقتصادية على روسيا لعودة العلاقات مع تركيا.

وتابع صدقى أن هناك تحركات أيضا تتم حاليا لعودة العلاقات المصرية – التركية من الجانب التركى، لافتا إلى أن دول عربية وأجنبية تتولى الوساطة في هذا الاتجاه، وتلك القضية متروكة للقرار السياسي المصرى في ظل مجريات الاحداث والتوازنات المختلفة للعلاقات الدولية، ولكن بالنسبة لعودة السياحة الروسية إلى مصر فإن الأمر كان متوقعا من الناحية الاقتصادية والمهنية أن يتم منذ عدة أشهر ولكن الأمور السياسية هي التي منعت عودة الروس لمناطق مصر السياحية.

واستطرد صدقى أن هناك وفدا برلمانيا سافر إلى روسيا عقب القرار مباشرة، لعقد لقاء مع مجلس الدوما الروسى للوقوف على أسباب عودة السياحة الروسية إلى تركيا وعدم عودتها إلى مصر، مشيرا إلى أن هذا اللقاء سيوضح كثيرا من الغموض الذي أثاره القرار الروسى لدى البعض، كما سيناقش الوفد البرلمانى الذي يضم رئيس لجنة السياحة سبل عودة السياحة إلى مصر والعقبات التي تقف أمام ذلك في ظل الرغبة الشديدة من منظمى الرحلات الروس بعودة السياحة إلى مصر، خاصة أنها تحقق لهم مكاسب اقتصادية أكبر من المقاصد السياحية الأخرى.
الجريدة الرسمية