رئيس التحرير
عصام كامل

بكار.. طفل «النور» المعجزة !


بريء بكار من لقاء تسيفني كبراءة الذئب من دم يوسف.. ربما التقاها الرجل صدفة في ممرات جامعة هارفارد.. الممرات هناك ضيقة وليست باتساع ممرات جامعات مصر مثل المنيا والفيوم والزقازيق.. وبما لا يسمح بعبور المارة في الاتجاهين وخصوصًا أن الإرهابية تسيبي ليفني تسير بغير حراسة فهي لا تحتاج لها فلا كانت وزيرة خارجية حكومة مجرمة ولا كانت يومًا في جهاز مخابرات مجرم ولا شاركت في قتل فدائييــن عرب فهي النظيفة العفيفة الخضرة الشريفة !


بصراحة.. السطور الساخرة السابقة كي نريح بعض المؤمنين بــ "فكر" حزب النور السلفي.. فلن تصل معهم في أي حوار لأي شيء.. إن حاورتهم في اليسار قفزوا إلى اليمن وإن حاصرتهم في اليمين سيحلقون بعيدًا تاركين اليسار واليمين والاتجاهات الأربعة كلها وسيتهمونك ـ أنت ـ بالجدال والسفسطائية !

عند بكار وبرهامي وشركائهم القدرة على إقناع أنفسهم بصحة وصواب مواقفهم حتى إنهم يقبلون بلقاء إرهابية صهيونية في حين يحرضون على قتل الشيعة! بل يقبلون بلقاء وزيرة خارجية الكيان الصهيوني الذي يحتل أولى القبلتين وثالث الحرمين مسرى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لكن قد لا يقبلون بلقاء البابا تواضروس -مثلا-شريك الوطن على حلوه ومره !

الآن.. سيبررون بأن وزير الخارجية التقى نتنياهو فسيتناسون كل ما قالوه عن حقوق ولي الأمر دون غيره.. والآن فالآيات التي يفهمونها خطأ ويفسرونها خطأ لم تنزل في اليهود و"النصاري" معا وإنما نزلت في "النصارى" وحدهم ! والآن فالآيات الأخرى القاطعة القطعية الصريحة لم تكن كما كانوا يقولون للناس في اليهود وعنهم وإنما ستجد عندهم الآن ألف مخرج كلها من الدجل والدجل منها وبلا جدال.. إنما الدجل الحقيقي والجدال الحق هو الظن وبعضه إثم- أن كل ما جرى صدفة.. ليس لقاء بكار وتسيبي ليفني فقط إنما قصة السفر كلها وقصة دكتوراه بكار أو ماجستيره كلها فليس صدفة أن يغادر مصر عدد من الشخصيات فجأة وفي توقيت واحد وبمبررات متقاربة لمدة زمنية تقريبا متساوية.. حزبيون ونقابيون.. وأن تتيسر لهم الأمور وتفتح لهم الأبواب ممن فضل إبعادهم مؤقتًا عن المشهد وغلق ملفاتهم مؤقتا للعودة فيما بعد بإطلالة جديدة وبأدوار جديدة أيضًا !

انتظروا طفل النور المعجزة "بكار" في ثوب جديد.. وحتى نفهم سر كشف الأوراق فجأة فالمؤكد الثابت أنه لا شيء هنا -هناك- يتم بالصدفة !
الجريدة الرسمية