رئيس التحرير
عصام كامل

المصريون غرقى في الإسكندرية وقتلى للمجاذيب والحكومة نائمة!


هل هذا معقول؟ أكثر من عشرة غرقى في شاطئ واحد بالإسكندرية ولم تجتمع الحكومة ؟ وهل معقول أن يصل عدد الغرقى في عيد الفطر وحده إلى خمسة عشر حالة ولم يذهب وزير الإدارة المحلية إلى الإسكندرية ولم يستدع المحافظ إلى القاهرة ولا حتى لم يطلب منه تفسيرًا ولا حتى هو فسر الأزمة للناس من تلقاء نفسه ولا اجتمع بقادة العمل التنفيذي بالمحافظة ؟


وهل معقول أن يقتل مختل عقليًا مساء أمس الأحد طفلا بأحد شوارع بني سويف بعد أن استفزه الطفل الذي هشم المختل رأسه بحجر وقبلها يقتل مختل عقليًا أمه في السويس وقبلها يقتل مختل عقليًا شقيقه بمركز العدوة بالمنيا وقبلها مختل يقتل شقيقه في المنيب وقبلها مختل يتسبب في مصرع تلميذة بسوهاج.. نقول.. أن يتم ذلك كله فهل من المعقول ألا تلتفت الحكومة للظاهرة ولا تتحرك وزارة الصحة ولا تطلب وزارة الداخلية تحقيقًا في الحوادث كلها ولا يتحرك مجلس قومي واحد من المجالس العديدة القائمة ممن يجيدون الخطب أمام ميكروفونات وكاميرات الفضائيات؟!

ما هذه الفوضى؟ وإن كان رئيس الوزراء في معاناة صحية استلزمت السفر للخارج والعودة شفاه الله وعافاه فأين الوزارة كلها ؟ أين الوزراء؟ أين المحافظون ؟ وأين وزير المحافظين الدكتور أحمد زكي بدر الذي خيب بأدائه الآمال التي علقها الكثيرون عليه ؟! وكيف تترك الأمور للفوضى هكذا في الإسكندرية ؟ وكيف تترك شوارع مصر كلها للمجاذيب والمختلين عقليًا ؟ وكيف يبقى مثل هؤلاء بعيدًا عن الملاحظة الطبية؟ وكيف خرجوا منها إن كانوا خضعوا سابقًا للعلاج في مستشفيات عامة أو خاصة ؟ وهل هذا حال بلد يريد أن يأتي السائحون إليه أفواجا جماعات وفرادى ؟ ولماذا يضيع البعض مجهودا كبيرا يبذله مسئولون آخرون في أماكن ووزارات وهيئات أخرى ؟ بل كيف نشيد الإنجازات من جانب بل في جنبات عديدة على أرض الوطن، بينما الإهمال يعصف بجوانب أخرى ؟ هل يجب ـ مثلا ـ أن يتولى الجيش أيضًا مهمة ملاحقة المجاذيب ؟

الأسئلة -يا سادة- كثيرة ومريرة وتكشف أن حلقات وسطى ووسيطة تحتاج إلى الضبط والربط أو إلى تغييرها بكاملها إن استدعت الضرورة ذلك.. وهي تستدعي !
الجريدة الرسمية