رئيس التحرير
عصام كامل

«رونالدو» يفوز على منتخب فرنسا من مقاعد البدلاء

فيتو

 هل كان خروج رونالدو من المباراة مبكرًا بعد إصابته دافعًا للاعبي البرتغال في الفوز باللقب ثأرًا لقائدهم، أم أن خروجه منحهم الحرية على أرض الملعب؟ وهل يمكن نسيان إهدار مهاجمي فرنسا فرصًا كثيرة وعبقرية سانتوس مدرب البرتغال؟

 رغم الانتقادات التي وجهت لطريقة لعب المنتخب البرتغالي خلال البطولة وصعوده إلى الأدوار التالية عن طريق اللجوء إلى التعادلات والتمديد واعتماده على مهاجمه النجم رونالدو فقط، لكن هذا المنتخب أثبت في لقاء النهائي مع صاحب الأرض المنتخب الفرنسي أنه جدير بالفوز بلقب البطولة، فقد قاتل حتى النهاية، حتى بعد إصابة رونالدو قبل منتصف الشوط الأول وخروجه من المباراة باكيًا.

 وخاض مدرب المنتخب الفرنسي ديشان اللقاء بالتشكيلة ذاتها التي أطاحت بألمانيا من الدور نصف النهائي، مجددًا الثقة بموسى سيسوكو والمدافع الشاب سامويل أومتيتي، فلعب الأول في الجهة اليمنى من وسط الملعب الذي اعتمد في الفرنسيون على بول بوجبا وبلايز ماتويدي لشغل مركز لاعبي المحور، فيما لعب الثاني في قلب الدفاع إلى جانب لوران كوسييلني.

  بينما اعتمد مدرب البرتغال سانتوس في التشكيلة الأساسية على مدافع ريـال مدريد بيبي، بعد تعافيه من إصابة في الفخذ أبعدته عن مواجهة ويلز في دور الأربعة، فحل بدلًا من برونو ألفيش، كما عاد أيضًا إلى تشكيلته فرناندو سانتوس لاعب الوسط المحوري وليام كارفاليو الذي لعب على حساب دانيلو بعد انتهاء إيقافه.

 واستطاع الدفاع البرتغالي الصمود أمام هجمات المنتخب الفرنسي الكثيرة عن طريق أنطوان جريزمان وموسى سيسوكو نجمي المنتخب الفرنسي، والحارس البرتغالي روي باتريسيو تصدى لكرات المهاجمين الفرنسيين، ليكون أفضل لاعب في المباراة بجانب صاحب هدف الفوز والقذيفة المباغتة البديل إيدر لوبيز في الدقيقة 109 من الوقت القاتل.

 وشكل خروج رونالدو صدمة لزملائه في المنتخب، لكن لاعبي منتخب البرتغال نجحوا في اتباع تكتيك المدرب الثعلب سانتوس في امتصاص الهجمات الفرنسية وعدم ترك السيطرة على اللعب للمنتخب الفرنسي، ورغم أن الشوط الأول كان فرنسيًا بامتياز، لكن مهاجمي منتخب فرنسا فشلوا في تسجيل الأهداف رغم الفرص الكثيرة، واحتاج لاعبو البرتغال إلى وقت كي يمتصوا صدمة خروج كابتن الفريق رونالدو مصابًا. 
 وحده الصمود أمام هجمات المنتخب الفرنسي الكثيرة خلال الشوط الأول كان إنجازًا للمنتخب البرتغالي، فقد كاد الفرنسيون أن يحسموا المباراة خلال الشوط الأول، بيد أنهم لعبوا بثقة كبيرة أفقدتهم، ربما، خطف لقب البطولة في النهاية على أرضهم.

 في الشوط الثاني دفع المدرب البرتغالي سانتوس بالمهاجم البديل إيدر لوبيز، الذي دعم ناني وكوريشما (بديل رونالدو) في خط الهجوم، ولعب المنتخب البرتغالي بطريقة أكثر هجومية، خاصة خلال الدقائق العشرين الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة، وسنحت فرص كثيرة للمهاجمين الفرنسيين أنطوان جريزمان وموسى سيسوكو وكذلك اندري جينياك، غير أنهما فشلا في تسجيل هدف السبق، حتى بعد أن أجرى مدرب المنتخب الفرنسي ديشان التغيير الأول للمنتخب الفرنسي في الدقيقة 58 بنزول كينغسلي كومان بدلًا من باييه الذي كان بعيدًا عن مستواه.

 في النهاية فاز المنتخب البرتغالي بلقبه الأول، وحقق رونالدو حلمه بالفوز بلقب مع منتخبه، الذي لم يحرز أي لقب أوروبي، خاصة أنه قد فشل في تحقيق الفوز في نهائي أمم أوروبا عام 2004 أمام اليونان، حينها كان عمر رونالدو 19 عامًا فقط، وربما ستشهد الأيام المقبلة محاولات من خبراء الكرة للنقاش، إن كان خروج رونالدو سببًا في منح لاعبي البرتغال تحديًا كبيرًا وثقة بالنفس على أرض الملعب، أم أن خروجه مصابًا باكيًا، كان الدافع الأساسي لزملائه للفوز باللقب الأوروبي الأول؟ وكيف كان يمكن أن تكون نتيجة المباراة لو لم يخرج رونالدو مبكرًا من المباراة؟

 وفي عام 2004 خسرت البرتغال أمام اليونان في البطولة التي أقيمت في البرتغال، وبعد 12 عاما فازت البرتغال على فرنسا في فرنسا، من دون رونالدو.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية