سر مقولة «المصريون متدينون بالفطرة»
متدين بالفطره أو متدين بطبعه جملة نسمعها ولكنها لا تطلق إلا على الشعب المصري، إذا رأيت حشودا كبيرة في أداء الصلاة مثلا أو إقامة الشعائر قلت لا عجب فهم متدينون بالفطرة.
واذا رأيت سلوكا سيئا في الشارع كمعاكسة أو مضايقه لفتاه أو لا يغيثون الملهوف أو لا يتقذون مستجير بهم أو من كانوا يفطرون جهارا في نهار رمضان بدون عذر كالسفر والمرض مثلا تسأل مستنكرا: أهذا هو الشعب المتدين بطبعه؟!
لكن ما هو أصل جملة (متدين بالفطرة) أو (متدين بطبعة) ولماذا أطلقت خصيصا على الشعب المصري؟
قديما منذ فجر التاريخ وقبل أن يعرف الإنسان كيف يطهو طعامه وكيف يبني لنفسه بيتا أحس أنه لا بد له من أن يعبد شيئا.
كانت العباده ضروره أولى مثل ضرورة الحصول على طعام وشراب، كانت روح الإنسان ترتجف إلى ايمان مثل جسده الذي يرتجف جوعا إلى اللقمة والأمان.
بدأ الناس في اتخاذ إله يعبدونه وأصبح لكل قبيلة من القبائل جد قديم تجعل منه إلها ورمزا يعبدونه وبدأ الإنسان البدائي يتصور أن روح هذا الجسد يمكن أن تحل في حيوان أو شجرة فانتقلوا إلى عبادة الحيوانات والأشجار وأصبح لكل قبيلة حيوانها الخاص الذي تعبده.
البعض اتجه بعبادته إلى مواقع القوه وعبد الرياح والرعد والبحر والكواكب والنجوم والنار، وهكذا تعددت الأرباب بقدر تعدد حاجات الإنسان، ثم تلخصت الفكرة في عبادة الهين اثنين (إله الخير وإله الشر) ثم ظهرت فكرة الإله الواحد متمثلة في الشمس الإله (رع) عند الفراعنة وفي اليونان الإله (زيوس) كبير آلهة الاوليمب.
وتدرج التاريخ وأرسل الله رسله وأنبيائه ليبين لهم من خلق السموات والأرض وأن عليهم أن يتبعوا الرسل ويطيعوهم.
لكن مازلنا لم نعرف بعد لماذا أطلق على المصريين شعب متدين بالفطرة؟ وذلك ببساطة وكما يقول المؤرخ العظيم هيرودوت أن المصريين كانوا من أوائل الموحدين في العالم وأنهم أول من بحثوا عن إله ليعبدوه وأن بقية الدول والحضارات أخذت هذا الدين عنهم كما أخذت أيضا الهند واليونان شعائرها من مصر، هذا هو السبب ببساطة في تسمية المصريين شعب متدين بطبعه.