رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا ترجح كفة روسيا في سوريا


إذا كان الرئيس الروسي بوتين قبل بإلغاء العقوبات الروسية الاقتصادية والسياحية على تركيا، وقبل أيضا بلقاء الرئيس التركي أردوغان، فالأغلب أن ذلك لم يحدث فقط لمجرد الاعتذار العلني التركي على إسقاط الطائرة العسكرية الروسية.. لابد وأن بوتين حصل من أردوغان على ما هو أكثر من هذا الاعتذار، ولذلك تنازل عن طلبه السابق من تركيا وهو تقديم تعويضات مالية لروسيا على إسقاط هذه الطائرة..

 والأرجح أن الرئيس بوتين ظفر بطلب أهم من أردوغان وهو الالتزام بغلق الحدود التركية السورية أمام إرهابي داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخري.. ولعل هذا يقدم لنا تفسيرا لانقلاب داعش على أردوغان وتوالي العمليات الإرهابية التي صار الأتراك يتهمون داعش بالمسئولية عنها بعد أن كانوا يتوجهون عادة بالاتهام للأكراد.

وإذا حدث ذلك فعلينا أن نتوقع حدوث تغيرات على الأرض في سوريا، خاصة بعد هزيمة القوات المعارضة المسلحة السورية التي تدعمها أمريكا بالسلاح وقبله المال وبعده بعناصر من جيشها في معركة البوكمال.. فنحن هنا نتحدث عن انضمام تركيا عمليا إلى جانب الحلف السوري الإيراني الروسي، وهو الانضمام الذي حدث لعدة أسباب منها خذلان أمريكا لها بخصوص منطقة الخطر الجوي والدعم الأمريكي للأكراد، ومنها أيضا المصاعب الاقتصادية التي بدأت تركيا تعاني منها بعد العقوبات الروسية لها وعدم مساندة أمريكا والغرب لهما.. وأن ما يحدث في سوريا الآن والعراق سيكون له تأثيره المستقبلي على الأوضاع في المنطقة كلها.
الجريدة الرسمية