رئيس التحرير
عصام كامل

حالة مرشد الإخوان الصحية تطرح سؤال من يخلفه «تقرير»

 محمد بديع
محمد بديع

بدأت عدد من الصفحات الإخوانية، في الترويج لوفاة المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية محمد بديع داخل محبسه، وهو ما نفاه مصدر أمني، مؤكدا أن بديع أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية، ونقل على إثره إلى مستشفى المنيل الجامعي، ودخل العناية المركزة لتلقي العلاج اللازم، وهو ما يطرح سؤالا جوهريا حول من يخلف بديع، وهل وفاته من شأنه أن تشعل فتيل الأزمة داخل الإخوان حول تولي محمود عزت، زمام الأمور، أم يحسم الشباب المعركة لصالح محمد كمال عضو مكتب الإرشاد.


منذ بدء تأسيس جماعة الإخوان الإرهابية عام 1928، على يد حسن البناء المؤسس والمرشد العام للجماعة، تولى ثمانية مرشدين عامين على كرسي المرشد العام، أولهم كان حسن البنا المرشد الأول والمؤسس، وكان خريج دار العلوم المتوسطة، والوحيد بين كل المرشدين الذي له علاقة بالعلوم الشرعية.

الاختبار الأول

شهد فبراير 1949م اغتيال حسن البنا، وهو ما ترتب عليه من شغور في منصب المرشد العام، وأجمعت الهيئة التأسيسية على انتخاب "حسن الهضيبي" مرشدًا عامًا، وذلك بعد ترشيح حسن البنا له كخليفة له، حيث قال لبعض الإخوة في مكتب الإرشاد: «لو حدث لي شيء واختلفتم إلى من يكون مرشدًا بعدي فاذهبوا إلى المستشار حسن الهضيبي فأنا أرشحه ليكون مرشدًا بعدي».

بعدها بدأت مبايعة المرشدين بيعة المقابر، أي أن المشيعين يهتفون باسم المرشد الجديد بينما يشيعون المرشد السابق، وهي ما عرفت بـ"بيعة المقابر"، واستمر الهضيبي يؤدى عمله سرًّا نحو ستة أشهر، وفي 17 أكتوبر 1951م بعد مرور ما يقرب من عامين أُعلن "حسن الهضيبي" مرشدًا عامًا للجماعة.

من يخلف بديع
تمر جماعة الإخوان، بمحنة هي الأكثر صعوبة في تاريخها، إذ تواجه بالرفض وعدم التقبل من الشعب والحكومة داخليا، وفي الوقت ذاته يتم ملاحقتهم دوليا، فضلا عن اعتراف عدد من الدول بكون التنظيم جماعة إرهابية، كما زاد من تعقيد الوضع إلقاء القبض على عدد كبير من قيادات مجلس شورى الجماعة الإرهابية على خلفية ثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث.

اضطر الوضع الحالي للجماعة والأحكام الصادرة ضد بديع، والتي وصلت إلى حكم الإعدام في قضايا مختلفة، إلى مبايعة محمود عزت ليكون قائما بأعمال المرشد من داخل السجن، إلا أن قطاع الشباب داخل الجماعة أعلن تمرده بقيادة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد ورئيس اللجنة الإدارية العليا المستقيل، وهو ما نتج عنه خلاف وصل لحد الانقسام داخل الجماعة على من صاحب الأولوية والحق في إدارة شئون الجماعة.

تعزيز لوضع "عزت"

ومن جانبه قال هشام النجار الباحث في الحركات الإسلامية: إن في حال وفاة محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان، ستعزز من وضع محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام، وستكون مبررًا لأن يعلن نفسه مرشدًا فعليًا للجماعة، ويزيد ذلك من إصرار جبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، المتصارعة معه على ضرورة إجراء انتخابات جديدة وتشكيل مكتب إرشاد جديد وكل تيار له دوافعه ومبرراته ومصالحه وداعميه.

وأضاف في تصريح لـ"فيتو"، أن الخلاف القائم داخل جماعة الإخوان الإرهابية نظرًا للوضع الاستثنائى الذي تمر به الجماعة وهو دافع لحدوث انشقاقات أكثر منه انتخابات وتوافق.
الجريدة الرسمية