محاكمة حسام حسن !
إما دولة القانون أو الفوضى هذا أن كنا نبني بالفعل دولة المستقبل التي تتلخص في سيادة القانون وعلو القيم واستقلال القضاء وحرية الصحافة ونزاهة الانتخابات وتداول السلطة والشفافية المطلقة.. وما جرى في استاد الإسماعيلية مساء أمس ينسف أول واهم مبدأ في كل ذلك وهو سيادة القانون !
من حق حسام حسن أن يقول ما يشاء مبررا فعلته إلا أننا لم نسمع صحفيا شتم أو سب ولم نر منه تطاولا ما شاهدناه فقط هو انفلات أعصاب تصاعد إلى دفع الناس بطريقة مهينة ثم مطاردة على النجيل الأخضر لم تدهس معها أعشاب ملعب الإسماعيلية فحسب وإنما دهست معها الأخلاق انتهت بالاعتداء أمام العالم كله على شخص يؤدي واجبه سواء كان مصورا صحفيا أو رقيبا في الشرطة-وكلاهما يحميه القانون وله حصانته في عمله- ثم تحطيم كاميرته أمام الجميع ولا نعرف أن كانت ملكا خاصا لصاحبها أم عهدة من الجهة التابع لها !
ماذا ستقولون للناس إن انتهى الأمر إلى لا شيء ؟ تصالح الطرفان ؟ إذن وحق المجتمع التي ضربت أخلاقه في مقتل؟ وما ذنب أجيال تشاهد لتستمتع فتتعلم أسوأ ما يمكن أن تتعلمه؟ وإن تنازل المعتدي عليه لوساطات تتم واعتبارات توضع في الحسبان فماذا ستقولون للغلابة ممن يحاكمون في أقل من ذلك بكثير؟ هل نحن الأمة التي إذا "سرق" فيها الشريف "تركوه وإذا "سرق" فيها الضعيف أقاموا عليه الحد كما حذر الحديث الشريف؟ سنكون أمة ملعونة بنص الحديث وأمة ذاهبة إلى الجحيم بحكم المنطق وطبيعة الأشياء وبحكم سوابق الأمم التي انحطت !
قبل سنوات طويلة زرنا الكابتن حسام حسن في بيته مع الإعلامي الصديق عبد الناصر زيدان، حيث كنت أحرر زاوية أسبوعية خفيفة في جريدة معروفة كانت في بداية صدورها بعنوان "نصف فلان الآخر"، حيث نلقي الضوء على النصف الآخر للمشاهير والذي لا يعرفه الناس.. وأشهد بحسن الاستقبال ومستوى أخلاقه في بيته وأخلاق السيدة الفاضلة زوجته وكانت ترتدي النقاب إلا أن الأوان قد آن ليصبح سلوكنا في الملاعب على مستوى سلوكنا خارجه بل أهم ليس فقط لسمعة الرياضة المصرية التي صارت أمس في الوحل وإنما أيضا للأسباب السابقة كلها من المقدمة وحتى السطر التالي !
ما جرى أمس كله بكل مشاهده وتفاصيله يحتاج إلى تحقيق.. أقيموا دولة العدل والقانون.. يرحمكم ويرحمنا الله !
ملحوظة: كاتب هذه السطور اول من تكلم عن انحطاط الدراما الرمضانية وبعدها عن انحراف الاعلانات الرمضانية ايضا وبالتالي ففكرة الاخلاق فكرة محورية في الموضوع ولا علاقة للانتماء الرياضي بالأمر !