رئيس التحرير
عصام كامل

الرواية تعيد للتليفزيون بريقه بنجاحها في شهر رمضان.. «تقرير»

فيتو

تحويل الروايات الأدبية لأعمال فنية سائد في الوسط الفني، وحققت الأفلام السينمائية المأخوذة عن روايات نجاحا كبيرا عبر الأزمنة المختلفة، واستطاعت الشاشة الكبيرة لفت أنظار الروائيين صوبها رغبة في مشاهدة ما نسجوه من خيوط درامية في أعمالهم عبر هذه الشاشة.


لكن شهر رمضان المنقضي ينذر بمنافسة شرسة تخوضها الشاشة الصغيرة مع شقيقتها الكبري في هذا المضمار، فقد شهد الشهر الكريم تحويل عدة روايات أدبية لأعمال درامية، ليس ذلك فحسب فقد حققت هذه الأعمال نجاحا كبيرا تجسد في نسب مشاهدات عالية وضعتها في مصاف الأعمال الأكثر مشاهدة، ليكتب هذا النجاح فصلا جديدا في تحول الروايات الأدبية لأعمال تلفيزيونية خلال الأعوام القادمة.

البداية بـ«أفراح القبة»، ذلك المسلسل المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للأديب العالم نجيب محفوظ، فتبدأ قصة المسلسل بعد حرب 6 أكتوبر وتظهر فيه نشوة الانتصار من خلال تراجيديا مثيرة داخل إحدى الفرق المسرحية، وخلال جلسات القراءة الجماعية لنص جديد، يكتشف الممثلون أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية في كواليس المسرح.

التفاصيل التي تحلى بها المسلسل جذبت الجمهور إليه منذ حلقاته الأولى، ليحجز مكانا له وسط منافسة الشهر القوية، ومع مرور الحلقات استطاع العمل ترك بصمة واضحة ليس فقط عند جمهور المشاهدين لاسيما تغني الكثير من النقاد والمختصين بالعمل حتى وصفوه بالعمل "كامل الأوصاف" وذلك لتحقيقه المعادلة الأصعب في صناعة الدراما التليفزيونية، حيث جاء هذا التكامل من تجانس عوامله المختلفة من موسيقي تصويرية وأزياء وديكور بجانب أداء تمثيلي عبر عن الحالة الحقيقية التي جاء بها العمل واصفا فترة الستينيات من القرن الماضي.

نجاح العمل لم يقف عند نسب المشاهدات العالية، بل ساهم في رفع نسب مبيعات الرواية الأصلية المؤخوذ عنها، والصادرة عن دار الشروق.

مسلسل «سمرقند» المأخوذ عن روايتي«سمرقند» لأمين معلوف و«آلموت» لفلاديمير بارتول، يذكي تحويل الروايات الأدبية إلى أعمال درامية، وذلك نظرا لما حققه من نجاح كبير عبر الأوساط الفنية خلال عرضه شهر رمضان، فالمسلسل الذي جمع بين الحياة والموت وطقوس الحب والتطرف في الدراما التاريخية، شغل جمهور المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي حتى تصدر هاشتاج «سمرقند» تويتر في الجزائر، والسعودية، والكويت، والأردن، منذ عرض أولى حلقاته، وأبدى الجمهور إعجابه بالمسلسل، وأداء الممثلين للأدوار التي جسدوها، وقال أحد الناشطين إنه ينتظر أحداث المسلسل دون كلل أو ملل.

ويتوالى نجاح الأعمال المحوله، بالمسلسل الإماراتي «خيانة وطن» والمأخوذ عن رواية «ريتاج»، والتي تدور أحداثه حول كشف أسرار وخبايا جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الإماراتي، فعبّر المغردون عن إعجابهم بالعمل الدرامي السياسي الأول محليًا، مؤكدين أنه يقدم مادة توعوية متميزة لكل أفراد المجتمع خاصة فئة الشباب، ويحمل رسالة مهمة للأجيال الإماراتية القادمة يجب إبرازها، بحسب ما جاء في تعليقاتهم.

وفتح العمل بابا واسعا أمام الأعمال الدرامية خلال العام القادم، فقد أعلن النجم الإماراتي حبيب غلوم عن التحضيرات لإنجاز عمل درامي تليفزيوني جديد للدورة الرمضانية لعام 2017، يتناول مجموعة من المحاور، في مقدمتها شهداء دولة الإمارات العربية المتحدة والخدمة الوطنية، وأيضًا انضمام الشباب إلى تنظيم "داعش".

ومن جانبه، لم يترك المسلسل الكويتي «ساق البامبو» عن رواية «ساق البامبو» للكاتب سعود السنعوسي، فرصة اللحاق بالأعمال الأدبية الناجحة خلال موسم درامي شاق، فالمسلسل يدور في فلك الدراما الاجتماعية الكويتية، حيث يحكى عن شخص يدعي عيسى الطاروف ابن ولد لخادمة فلبينية ورجل كويتي تزوجها سرًا بدون علم أهله، ويستقر المقام بالابن في النهاية مع والدته في مدينة مانيلا الفلبينية لينشأ معها نشأة فقيرة، ويعيش في حالة شتات كبير بين هويتين وثقافتين مختلفتين تمامًا، وتتعقد المشكلة مع الغزو العراقي للكويت، حيث يموت اﻷب بعد الغزو، ويقرر عيسى حسم اﻷمر والسفر إلى الكويت للبحث عن عائلة والده.

الرواية التي فازت بجائزة الرواية العربية «البوكر» للعام 2013، جمعت في نسختها التليفزيونية كوكبة من نجوم الشاشة الكويتية أمثال سعاد العبد الله وهند البلوشي، وحظيت باهتمام كبير على مختلف المستويات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما أسماه البعض بفضح المسكوت عنه في المجتمع الخليجي.
الجريدة الرسمية