الأزمات المالية وغياب الناشئين.. يحرمان «السويس» من العودة للممتاز
"ألعب يا سويس..ألعب يا سويس" لطالما هزت تلك الهتافات مدرجات ملعب السويس المطل على كورنيش المحافظة، والتي كانت تمتلئ بالمشجعين لتشجيع الفريق في سباق الدوري الممتاز.
على مدى سنوات التسعينات والثمانيات كان فريق منتخب السويس أحد الفرق الكبرى في الدوري الممتاز، مثل أغلب الفرق الشعبية كالمنصورة والمحلة والشرقية والإسماعيلي والاتحاد والمصري، وكان من أصعب الفرق التي تواجه قطبي الكرة في مصر الأهلي والزمالك، وتمكن من إحراجهما في مرات عديدة.
وفي بداية الألفينات هبط منتخب السويس من الدوري الممتاز للدرجة الثانية ومن وقتها وهو يحاول العودة للممتاز دون جدوى، بسبب عدد من المشكلات الإدارية والفنية والمالية، وكان الفريق الأقرب منذ عامين للصعود بعدما مثل مجموعة القناة في دورة الترقي ثم لقي الهزيمة من نادي النصر القاهري في المباراة الأخيرة ليعود مرة أخرى لدوري المظاليم بعيدا عن الدوري الممتاز، ليحاول كل عام رحلة الصعود مرة أخرى.
وتبدأ أزمة منتخب السويس الحقيقة في اندية الناشئين، حيث إن ناشئ السويس لا يجدون ملعبا للتدريب وأغلبهم يتم تسريحه لفرق أخرى، بسبب عدم وجود موارد مالية.
يقول كابتن محمد سعيد، أحد مدربي الكرة في السويس، إن خامة اللاعب السويس تتوازى مع لاعبي الإسماعيلي، حيث إن السويس مدرسة معروفة في كرة القدم، ومن أهم نماذجها كابتن حسام البدري وكابتن خالد بيبو وغيرهما، ولا توجد موارد في النادي للاهتمام بالناشئين الذين نراهم يلعبون في فرق أخرى، فناشئ النادي لا يوجد ملعب لهم للتدريب ولا يوجد موارد مالية لشراء ملابس للفريق من الأساس، حتى أن الفريق كان تقدم بطلب العام الماضي ليلعب كل مبارياته على ملعب الخصوم لأنه لا يمتلك ملعبا خاصا به.
ويرى الكابتن محسن خليفة مدرب منتخب السويس الأسبق، أحد هدافي الفريق السابقين، أن الأزمة تكمن في الموارد المالية، حيث تم تطبيق الاحتراف في مصر عقب فشل تجربة المنتخب في كأس العالم 1990، ومن وقتها أصبحت لغة المال المسيطرة على كرة القدم، ما سبب في أزمات للأندية الشعبية ومنها منتخب السويس.
وأشار كابتن خليفة إلى أن نادي السويس لديه العديد من الموارد المالية، والتي تحتاج إلى استثمار لتوفير مستحقات اللاعبين المالية، ولكن عدم استغلال تلك الموارد بشكل سليم يعتبر حائلا دون ذلك، وهي أزمة لمجالس الإدارة المتعاقبة على منتخب السويس.
وكانت فريق السويس هذا العام الأقرب في النصف الأول من دوري الدرجة الثانية للصعود لدورة الترقي لولا الأزمات المالية التي أحاطت بالفريق.