تمرد على العولمة (2)
رغم وجود اتجاهات انفصالية يفسرها البعض بأنها تمرد على نظام العولمة بمفهومه الأمريكى، فإنه في المقابل هناك سعى لتكوين ائتلافات إقليمية وتحالفات عالمية متعددة.. وقد ظهر ذلك بوضوح في مقاتلة تنظيم داعش الإرهابى.. فالولايات المتحدة تقود تحالفًا عالميًا، والسعودية أعلنت عن تحالف من أجل مواجهة الحوثييين في اليمن ثم لمواجهة داعش في المنطقة.
إذًا قد يكون من المبكر اعتبار نتيجة الاستفتاء البريطانى على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي هو مؤشر على اتجاه جديد يتناقض مع الاتجاه العولمى، أو اتجاه تشكيل التكتلات الإقليمية والعالمية سوف يتصاعد ويفرض نفسه على مجريات الأوضاع في العالم.. وهو بالفعل اتجاه موجود وأصوات الذين يتبنونه ارتفعت أكثر من ذى قبل، والحركات الانفصالية في العالم تزداد، ولكن في ذات الوقت هناك اتجاه آخر يتمسك بالتكتل والاتحادات الإقليمية وأيضًا بنظام العولمة دون سيطرة أمريكية.
وبعيدًا عن التظاهرات المضادة داخل بريطانيا والمتمسكة بالبقاء في الاتحاد الأوروبي والمطالبة بإعادة الاستفتاء مجددًا، فإنه يكفينا هنا الإشارة إلى رد فعل قادة الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا وفرنسا، على نتيجة الاستفتاء البريطانى.. لقد قبلوا بخروج بريطانيا من الاتحاد وطالبوا بالتعجيل بتنفيذ ذلك، إلا أنهم حرصوا على حماية الاتحاد الأوروبي من أي دعوات خروج أخرى منه، أي أنهم يحافظون على كيان هذا الاتحاد.