لغز حطام الطائرة المصرية عند سواحل «إسرائيل» !
فجأة تعلن "إسرائيل" عن العثور قبالة سواحلها وتحديدا عند "نتانيا" في شمال الأرض المحتلة على حطام طائرة يرجح أنها للطائرة المصرية المنكوبة قبل أقل من شهرين وتم إبلاغ نتنياهو في إثيوبيا الذي أمر على الفور كما قيل بإبلاغ كل من مصر وفرنسا وتسليم الحطام بأسرع ما يمكن إلى مصر وقيل إنه سيصل اليوم الجمعة بالفعل !
الإعلان يبدو غريبًا ويطرح أسئلة عديدة ليس فقط لجغرافية البحر المتوسط باعتباره أحد البحار المغلقة في العالم وإنما أيضًا لغلبة الرياح عالي المد والجزر بسبب ضيق اتصال المتوسط عبر جبل طارق، وبما يعني أن احتمال حركة الميـاه من الشمال الجنوب، وهو ما أدى إلى وصــول الحطام السابـق ومعه أشـلاء الضحايا إلى شواطئ مطروح وتنطلق -طبقا لخبراء الجيولوجيا والأرصاد الجوية- حركة المياه مع دخول الماء الأطلنطي إلى المتوسط إذ يتشكل تيارا مائيا كبيرا يحاذي شواطئ المغرب العربي، ويعرف بالتيار الأفريقي الشمالي ثم ينقسم إلى فرعيــن: الأول إلى الشمال محاذيًا شواطئ صقلية ثم إيطاليـا ويمر بجنوب فرنسـا وشرق إسبانيـا مكونا العديد من الدوامات أما الثاني، وهو ما يعنينا فإنه يكمل طريقه شرقا مارا بشمال ليبيا ومصر ليشكل بين سرت في ليبيا وقابس في تونس دوامة كبيرة ومع بلوغ التيـار شواطئ بلاد الشام ينحرف شمالا ثم غربًا جنوب تركيا ثم يدخل البحر الإيجي لينحرف إلى جنوب اليونان وبعدها يدخل البحر الأدرياتيكي ثم يلتحم بمياه الفرع الأول !!
وبالتالي يبقى السؤال: لماذا استعجال "إسرائيل" في إرساله إلى القاهرة ؟ ولماذا لم تسع "إسرائيــل" إلى فحصه قبل إرساله ؟ والسؤال الأهم: كيف وصل الحطام إلى هناك ؟ خصوصًا أن المسافة بين مكان سقوط الطائرة وساحل الأراضي المحتلة لا يقل عن 1100 كيلومتر قطعها الحطام طبقًا للتصريح الإسرائيلي فيما يقرب من خمسين يومًا أي بمعدل 22 كيلومترا يوميًا أي بمعدل كيلومتر كل ساعة!
والسؤال للمتخصصين: هل هذا ممكن؟ أم أن "إسرائيـل" حصلت على الحطام مبكرًا وفحصته ثم أرادت تلطيف العلاقات مع مصر بسبب زيارة نتنياهو لأفريقيا وتحسين العلاقات مع فرنسا بعد الرفض المتتالي للمبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط؟! أم لتبدو أمام أفريقيا كدولة متعاونة إقليميا؟ أم أنه لا هذا ولا ذاك وسنكتشف في الأخير أن الحطام ليس للطائرة المصرية من الأساس؟!