رئيس التحرير
عصام كامل

تمرد على العولمة (1)


ليست بريطانيا وحدها التي علا فيها صوت المطالبين بمرافقة الاتحاد الأوروبي.. هناك أصوات ارتفعت في دول أوروبية كبيرة مثل إيطاليا.. بل إنه داخل ألمانيا التي تتزعم ومعها فرنسا هذا الاتحاد الأوروبي ارتفعت أصوات تدعو المستشارة الألمانية ألا تبسط يدها في دعم دول أوروبية تمر بأزمات اقتصادية، وهو ما يتناقض مع جوهر الاتحاد الأوروبي، لعلنا ما زلنا نتذكر كيف طالب ألمًا اليوانيون ببيع بعض الجزر اليونانية مقابل المساهمة الأوروبية في حل أزمة بلادهم الاقتصادية.


وذات الأمر نجده يحدث داخل الولايات المتحدة ذاتها.. حيث ترتفع أصوات انفصالية بين الحين والآخر، وكانت هذه الأصوات موضوعًا للبحث والدراسة من قبل بعض المحللين السياسيين.

ولذلك يرى بعض الدارسين والباحثين أن نتيجة الاستفتاء البريطانى على مستقبل علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي هي مؤشر لاتجاه مناقض ومتعارض مع ذلك الاتجاه الذي اكتسح العالم في القرن الماضى ودفعه إلى التكتل والتوحد في تكتلات إقليمية وعالمية كبيرة، بل تجاوز الأمر إلى فرض نظام وأسلوب حياة واحدة على كل البشر في أرجاء المعمورة باسم العولمة.. إنهم يرون أن التكتلات التي شهدها العالم صارت مصيرها مشكوكًا فيه واستقرارها ليس مضمونًا، وإننا في سبيلنا لإحياء كيانات الدول الوطنية مجددًا.. ونكمل غدًا. 
الجريدة الرسمية