رئيس التحرير
عصام كامل

مع الحكومة ضد إيطاليا !


أعلنت مصر أمس أسفها لقرار البرلمان الإيطالي بوقف تصدير بعض قطع غيار طائرات "إف 16" الأمريكية لكن "خارجيتنا" أعلنت في البيان نفسه صراحـة أن مصر تدرس عقوبــات مماثلة، بل جاء في البيان حرفيًا عن القرار الإيطالي أنه:


ينطوي على توجه يؤثر سلبًا فى مجمل مجالات التعاون بين البلديـن ويستدعي اتخاذ إجراءات من شأنها أن تمس مستوى التعاون القائم بين مصر وإيطاليا ثنائيًا وإقليميًا ودوليًا بما في ذلك مراجعة التعاون القائم في مجال الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط والتعامل مع الأوضـاع في ليبيا وغيـرها من المجالات التي تحصل إيطاليا فيها على دعم مصر. 

وهي صيغة قوية نؤيدها وندعمها وخصوصًا أن مبدأ "المعاملة بالمثل" المنطلق من قيمة "الكرامة الوطنية" هو السائد بعد 30 يونيو وتعاملت به مصر مع الولايات المتحدة نفسها صانعة الــ "إف 16" وأعادت أكثر من دبلوماسي أمريكي من مطار القاهرة لعدم حصولهم على تأشيرة دخول ظنًا منهم أن صفاتهم الدبلوماسية ستشفع لهم في دخول البلاد بل إنه في الخميس 16 أكتوبر 2014 قامت مصر بترحيل أربعة دبلوماسيين أمرييكين "حتة واحدة" كانوا قادمين من إثيوبيا على الرحلة 853 !

ما يعنينا الآن أن العقوبات الإيطالية طالت "سلعة" عسكرية تستخدم الآن في الحرب على الإرهاب وربما تحتاجها مصر في أي لحظة في مناطق خارج البلاد أو على مختلف حدودنا الدولية وهو ما يدعم فكرة التربص بمصر من قوى خارجية أثار غضبها التنامي الملحوظ للقوة العسكرية المصرية فأرادت التأثير فيه دون الإدراك أن مصر تجاوزت فكرة حصارها عسكريًا وانتهى الأمر وباتت من مخلفات عصور سابقة وضعت كل أوراقها -للأسف- في السلة الأمريكية وحدها !

كان يمكن لإيطاليا أن تدور عقوباتها في حدود رمزية وبعدها إن أرادت أن تطول منحًا وقروضًا منها لمصر لكن اختيار قطع غيار حربية يدعم فكرة سوء النية والتي ليس بالضرورة تقف وراءها الحكومة الإيطالية إنما عناصر برلمانية إيطالية لها مصالح ما أو خضعت للابتزاز الإعلامي الإيطالي والذي لقي من بعض العناصر داخل مصر -بكل أسى وأسف- دعمًا له وهؤلاء ممن يحملون الجنسية المصرية -وبعضهم يزعم زورًا حرصه على الأراضي المصرية في تيران وصنافير- فحسابهم قادم قادم من الشعب المصري، لكن ما يعنينا الآن أننا نقف -كشعب- خلف بلدنا وندعمه ونتوحد خلفه في أي قرارات تمس العلاقات مع إيطاليا مهما بلغت... اكتشافات الغاز والطاقة في أمان والحمد لله وتبقى الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار!
ادعموا بلدكم بكل صور الدعم.. حتى بالهاشتاجات وهذا أضعف الإيمان !
الجريدة الرسمية