رئيس التحرير
عصام كامل

ذات بُعد


عِندما تختالُك الثواني بين مُجتمع اغتال فيكَ الأحلام تَجِدُك أمام باب بعيد المنال يتلفظ آثامَ الأيام ما بين فقد روح على قيد الحياة كطائر لهُ جناحان محروم مِن الطيران والفضاءُ لهُ مأوى فسيح لكِن أرداهُ أرضًا كالضريح وهو لا يعلمُ لا لِمَ ولا كيف وهو مَن كانَ لِلواقِع كَيف.


حينها تَجِدُ لا سلام داخلِيا ولا خارجِيا ما بين حقوق لأحِقية وأُمور لِغير غير مُكافئة، كأنك تقول لأرض قومِي سماء ولِسماء كونِي أرضا، كأنَّهُ لا كون وقد بُنِي على نِظام ونحنُ نُبقيهِ على فَوت ونعتقِدُ أنَّهُ يبقَى بِلا موت دون أدنَى فِكر أو تحقيقِ عِلم.

لِسان حالِ الكون يُرَدِد: أنا بُنيتُ على نِظام فكيف على بُعد بين الأنام تُقام العِلاقات ويبقَى النِظام وكيف لِرتابة تُبقِي على نِظام تُبتَر أطرافُه واحِدا تِلو الآخر، حيثُ لا جسد ولا روح تعلمُ معالِمُها ولا روحانية قاطِنة توحِي أملًا بين الأُمم.

طُرُق مُتهَدِمَة لم تتخذ لِلعِلم طريقا إلا المصلحة الشخصية، فكانت التجرُبَة قصيرة، والنتيجة مَقيتَة وأعالِي جِبال تحوِي العلوم غير أن حراسها يمنعون السلام فكانت لِلعوامِ زوار يُمَتِعون أعيُنَهُم مِن جمالِ البُنيان وشفافية الجُدران ولم يفقهوا يومًا أنَّها علوم تُقام فباتوا دون قيام.

ليس أخطر مِن أن تشيبَ على شيء وهو فِى الأصل ليس لهُ أصل إلا أن أخذتَهُ عَن كابِر وتعتقِدُهُ هو ولا غيرُه وليست هذِه لكَ بِسَقطَة إلا أن تتناسَى فِكرك حين تكون ذا عقلِ يَعِي وهذهِ مِن المُدمِرات لِلمُجتمع وسط شُبهات تقتنيها الآذان وتعيها القلوب ولا تتعجَب مِمَن أخذت عَنهُ كيف صدَّقَ كَذِبَه أو وهمًا هو فقط يا رفيق الدهر أُغرِي بِعرَض زائل وتعامل معهُ العِلم مِن بابِ التوافُق.

ثمة أُمور تتعارك مع الواقِع الذِي يَظهر فيهِ الفساد ومِنها المَكر بل والدهاءُ فيهِ كأنَّهُ طريق، بلى إنَّهُ طريق ولكِن يؤدِي إلى السقوط وإتيان الأبوابِ الخلفية ولا تُعجِبُك المِرآة فأنت تُريدُ العتمة كِي ترَى نفسك كيفما تشاء وتستطيع إسقاط هواك المُجتمعِي تبغِي مرضات نفسِك وما يحتلوكَ كآلة هُم يعلمون مدَى صلاحيتِها ومتَى تنتهِي وأين تُلقَى حين تصدأ.

ما بالُ هذا البُعد الانحدارِي الذِى أنت لم تُخلَق له وفِي كُلِ ليلة تتأوه مِن نشاذِ الأحلام حياة بائسة مُجرَدَة، حين أقحمت نفوسًا كرامَتُها وسلبت مكانَتُها وأبقيت ما يُخالِفُ طبيعة خلِق رَبُنا فِى ثبات الحقيقة واتخاذ العِلم سِلاحًا رادِعًا واستعمال العقل فِيما يُصبِح لنا مكانة بين الأُمَم لا فِي أواخِرِها نتلفظ قليل عِلم فقط لاستعبادِنا لا لِرُقينا.

الجريدة الرسمية