حقيقة التفاهم الروسى الأمريكى في سوريا ! (2)

في توقيت متزامن نشرت صحيفة الواشنطن تقريرها حول التعاون العسكري بين روسيا وأمريكا لمواجهة داعش في سوريا، وقررت أوروبا استمرار العقوبات الاقتصادية على روسيا.. وهذا ينال من صحة ما نشرته صحيفة الواشنطن بوست، لأن الولايات المتحدة إذا كانت قد عقدت اتفاقا للتعاون العسكري مع روسيا كانت الدول الأوروبية سوف تعيد النظر في العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها ضد روسيا.

إلا أن هذا لا ينفى سعى روسيا للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، ولا رغبة أمريكا في إبعاد روسيا للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، ولا رغبة أمريكا في إبعاد روسيا عن مساندة الرئيس السورى بشار الأسد.. وهنا نجد تفسيرا للتواصل المستمر ما بين روسيا والولايات المتحدة والتباحث حول الهم أو الشأن السورى.

يعزز ذلك التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين كل من روسيا وتركيا، وهى التي تأزمت ووصلت إلى درجة القطيعة السياسية بل والاقتصادية تقريبا بعد أن أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية ادعت أنها دخلت المجال الجوى لها.. فأمريكا والغرب الأوروبي كله رغم مأخذه على المسلك السياسي التركى إلا أنه لا يبغى بالطبع دفعها للوقوع في أحضان الروس.. وهنا يمكننا أن نستنتج قيام واشنطن ببعض الألعاب السياسية مع روسيا في ساحة المنطقة كلها وليست سوريا وحدها.