راهبات على «طريق الموت».. «أثناسيا» البريئة ضحية الثأر «تقرير»
كانت الشمس تنثر نورها وتملأ الحياة ضحكا، وهن يملأن قلوبهن بنور سماوي، استيقظن باكرا وأمام الله سكبن قلوبهن حملن بين أيديهن بركات العلي، وعزمن 3 راهبات الخروج من دير مارجرجس بمصر القديمة، برفقة طبيبة العلاج الطبيعي والسائق ونجله، قاصدين فرع الدير في الخطاطبة بالبحيرة.
قبل أن تصل السيارة التي شقت الطريق وسط الزحام إلى نقطة النهاية اقتحمت طلقات الرصاص السيارة دون استئذان لتخطف إحداهن وترسلها إلى من عاشت حياتها تتعبد له.
حال مرور السيارة التابعة لدير ماجرجس الراهبات، ويستقلها الراهبات «أثناسيا، ماريا، جوليانا»، ويرافقهم سائق ونجلة، بدء وابل الرصاص يكسو الطريق الصحراوى امام الكيلو 53 قبل وصولهم للمقر الآخر للدير، إثر تبادل عائلتين إطلاق النار على خلفية ثأر، لتستقر رصاصة طائشة جسد «أثناسيا» وتودى بحياتها.
الراهبه أثناسيا شقيقة الراحل الراهب القمص يسطس الأنبا بولا، وكذلك القمص أرسانيوس ملواني كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم بالسلامية، تبدو ملامحها الصعيدية تطغو عليها وتتسم بصفات البراءة والوداعة لتسطر على الطريق شهادة رحيلها الأخير.
وأصدر دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة، بيانا صحفيا، بشأن استشهاد الراهبة إثناسيا، وقال فيه: «تنيحت اليوم الثلاثاء الأم الراهبة أثناسيا من دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة وذلك أثناء استقلالها سيارة بصحبة بعض الراهبات على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي متوجهات إلى دير مارجرجس الخطاطبة".
وأضاف الدير في بيانه، إن الأعيرة النارية أصابتها جراء تبادل إطلاق نار بين طرفين متنازعين تصادف مرورهما بالقرب منهما، مما أودى بحياتها في الحال، نطلب من الرب لها نياحا وراحة ونصيبا وميراثا.
ومن جهته نفى القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، استهداف راهبتين من دير مارجرجس بمصر القديمة.
وقال في تصريحات صحفية: إن الراهبات كن في طريقهن من دير مارجرجس مصر القديمة إلى دير مارجرجس بالخطاطبة.
وأضاف: "خلال مرورهن من الكيلو58 كانت هناك مطاردة بين سيارتين وإطلاق نيران بينهم، ما أدى إلى اختراق الرصاص للسيارة التي كانت تقل أمهات الدير".
واستطرد: "أصابت إحدى الرصاصات الأم أثناسيا ما أدى إلى وفاتها في الحال".
وقالت الدكتور أمل فيليب شقيقة الراهبة ماريا- أحد الناجين، إنه حال مرورهم بالطريق ونحو الواحدة ظهرا أطلق أعيرة من رشاش وأصيبت أمن إثناسيا، أما المرافقون لها أصيبوا بحالة انهيار من المشهد، لاختطافها من وسطهم في لحظة.
وأعربت عن تعازيها لرئيسة الدير تماف تكلا وكل الراهبات في رحيل الأم إثناسيا، وأكدت أن التحقيقات الأمنية مستمرة لحين الوصول للجناة.