النهر الخالد تحت حصار إسرائيل.. نتنياهو يزور 4 دول بحوض النيل.. عامر: الكيان الصهيوني يهدد الأمن المائي لمصر.. وإسرئيل تقيم «علاقات أفريقية» بعيدا عن أجهزة الاستخبارات
أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلى جولة أفريقية، تشمل 4 دول من دول حوض النيل، وهي: إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا، وسيلتقي خلال الزيارة بـ7 زعماء دول أفريقية من بينهم رئيس جنوب السودان.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، أن نتنياهو سيلتقى يوم الخميس المقبل خطابًا مهمًا بالبرلمان الإثيوبى، من أجل الحديث عن تطوير العلاقات بين تل أبيب وإثيوبيا، خاصة في المجالات الاقتصادية والزراعية. والجدير بالذكر أن زيارة نتنياهو الأفريقية هي الأولى لرئيس حكومة إسرائيلى منذ 22 عامًا.
خطة للتوغل الأفريقي
وعلق "عادل عامر" رئيس مركز المصريون للدراسات السياسية، قائلًا: "يتضح أن هناك خطة منهجية مدروسة للكيان الصهيوني نحو التوغل الأفريقي، وهو يخطو نحو تحقيقها خطوات ناجحة، بما يهدد مستقبل الأمن المائي لمصر، متسائلًا فهل يترك العرب إسرائيل تنفذ هذا المخطط بأريحية مطلقة؟ وأين الدبلوماسية المصري مما يحدث؟.
وتابع، يمكن لمصر عرض حزمة من الحوافز على دول أعالي النيل تشمل تكاملا اقتصاديا أوسع يتضمن اتفاقيات للتبادل التجاري وربط شبكات الطرق والكهرباء والسكك الحديدية، فسد النهضة وحده سيولد نحو ستة جيجاواط من الكهرباء، وستحتاج إثيوبيا والكونغو إلى الربط الكهربائي مع مصر لتصدير فائض الطاقة المتولدة، كما يمكن لمصر فرض رسوم على عبور الطاقة الكهربائية من أراضيها إلى أوروبا ودول شمال أفريقيا.
وأضاف بناءً عليه هناك فرصة للتعاون في إدارة مياه حوض النيل وتدشين مشروعات لحصاد المياه لتقليل أو تعويض الخسائر الناجمة عن السدود الجديدة، وإنشاء سوق مشتركة للكهرباء في حوض النيل، لكن يجب على دول أعالي النيل أن تعي أن ملكية موارد المياه هذه ملكية مشتركة بين دول المنبع والمصب.
سد النهضة والزيارة
وربط عامر بين زيارة نتانياهو وتردد أنباء عن مساعدة إسرائيل إثيوبيا سرًا في بناء سد النهضة على النيل، والذي تم الانتهاء من بناء جزء كبير منه وأنه سوف يضر بحصص مصر المائية ؛ مؤكدًا على أنها خطوة جرئية من إسرائيل التي تريد أن تكون علاقتها مع الدول الأفريقية في العلن بعد أن كانت تدار فقط في كواليس أجهزة الاستخبارات وتراقبها أجهزة المخابرات في دول المنطقة.
وأكد "رئيس مركز المصريون" تحلم تل أبيب بحصة من النيل تبلغ 1 مليار متر مكعب، وربما يحاول نتنياهو طرح تلك الفكرة مجددًا خلال زيارته لدول حوض النيل والضغط على القاهرة، خصوصا أن مصر وإسرائيل تربطهما حدود برية، لذلك تسعى إسرائيل لتعزيز نفوذها مع دول القارة السمراء بتكثيف تعاونها في عدة مجالات وفي مقدمتها المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والزراعية والمائية، قائلا: "يبدو العالم العربي منشغلا بمشكلاته الداخلية وصراعاته الإقليمية وتنافسه على التطبيع مع تل أبيب دون قيد أو شرط".
تحالفات دولية
ورأى "عامر" أن إسرائيل تسعى لعقد تحالفات دولية علانية جديدة بعد اتفاقيات روسية، وإعلانها إعادة تطبيع العلاقات بشكل كامل مع تركيا، ويبدو أن هناك تحالفا ما بينهم في أفريقيا، بعد زيادرة أردوغان منذ أقل من شهر دول شرق أفريقيا أيضا ومنهم كينيا وتنزيانيا وأوغندا الاتراك، والإسرائليين يعدون الدول الأفريقية بتقديم الدعم اللوجستى والعتاد العسكري والدعم الاستخباراتى لمكافحة الإرهاب الذي بدأ ينتشر ويضرب قلب القارة الأفريقية على يد جماعة بوكو حرام وغيرها من الجماعات المتطرفة.
مزايا كسب الأصوات
من بين المزايا كسب إسرائيل أصوات أفريقيا في مجلس الأمن والمؤسسات الدولية الأخرى، للوقوف ضد المشاريع العربية والفلسطينية تحديدا، لاسيما في وقت باتت إسرائيل تعاني ما يشبه العزلة في أوروبا والغرب، ويمكن النظر لرحلة نتنياهو إلى أفريقيا وفقا لتكهنات مختلفة لعدد من المحللين في سياق “عزلة” إسرائيل في العالم، فبعد اتفاق المصالحة الذي وقع مع تركيا قبل أسبوع، أصبحت إسرائيل وقد وجدت نفسها محاطة بالكثير من الأصدقاء أو “مجرد” شركاء”.
أهداف اقتصادية وسياسية
ومن جانبها تقول"نهي بكر" أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية وخبيرة العلاقات الخارجية: إن زيارة نتينياهو لمحاولة توطيد العلاقات مع الدول الأفريقية، كما يكمن وراء هذه الزيارة أهداف سياسية واقصادية وأمنية، فمن المعروف أن إسرائيل لها دور واضح في بناء سد النهضة لما تعاني منه من شح مائي، وبالتالي تحاول أن تحقق أعلى قدر من المكاسب وراء ذلك.
رغم أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل إلا أن ذلك لا يمنعها من توطيد علاقات على حساب مصر، مشيرة إلى أن الموقف مرتبك بين الدولتين، وإسرائيل تحاول خلق حلفاء جدد لها في منطقة الشرق الأوسط، لإحساسها بالعزلة لوجودها في المنطقة بعيدة عن الغرب، فرغم معاهدة السلام القائمة بين مصر وإسرائيل إلا أنها لم تصل للتطبيع الكلي، وهو ما تسعي إليه إسرائيل حاليًا في منطقة الشرق الأوسط.