رئيس التحرير
عصام كامل

سهرة ليلة العيد في مصر.. الرجال مشغولون بتوفير أموال «العيديات».. السيدات يقضين الليل في صالونات التجميل.. الشباب ساهرون في الكافيهات.. و«الفتيات» كعب داير على محال الملابس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا"، ذكريات لا تنسى وعادات تتوارثها الأجيال احتفالا بقدوم العيد، خدام المساجد يستعدون لفرش الساحات ترقبا لأداء صلاة العيد، الرجال يفكرون في أموال العيديات، والسيدات يقضين أول الليل في تحضير الكعك والبسكويت والتردد على مصممي الأزياء، والنصف الآخر يبحثن عن التألق في صالونات التجميل، الأطفال في غرفهم يحتضنون ملابسهم الجديدة، والشباب ساهرون على المقاهي حتى الصباح.


طقوس العيد
يقول الدكتور سيد سلامة الحجار استشارى الصحة النفسية، إن طقوس ليلة العيد عند المصريين تتنوع أشكالها بحسب طبيعة المكان ففي القاهرة تجد السهر في الشوارع العامة، وساحات المساجد حتى الصباح، أما المدن الريفية فتهتم أكثر بالزيارات بعد صلاة العشاء في آخر ليلة من رمضان، بينما تجد حفلات السمسمية، والشعر عنوانا لسهرات مدن القناة على عكس جلسات الغناء، واللعب على شاطئ البحر في المدن الساحلية.

تحدي النوم
ويضيف الدكتور باسم مصطفى الباحث في علوم الشرقيات، أن أكثر ما يميز سهرة العيد في مصر هو تحدي النوم، طوال الليلة السعيدة، بين سهر الشباب وانشغال الرجال بالاستعدادات الأسرية وانهماك السيدات في تحضير الحلويات، وتنظيف المنزل وتزينه، استعداد لصباح أول أيام العيد، فضلا عن فرحة الأطفال ورحلة البحث عن الألعاب، والاحتفاء بالملابس الجديدة.

موسم صالونات التجميل
وتؤكد رانيا عبد العزيز خبيرة تجميل، اهتمام السيدات بالتألق الخاص ليلة العيد، فكل السيدات بلا استثناء يحرصن على الذهاب إلى صالونات التجميل في هذه الليلة، لفرد الشعر وعمل الحناء والخصلات، وماسكات البشرة والتخلص من الشعر الزائد للظهور بإطلالة فريدة في العيد، كما أن مراكز التجميل تعتبر هذه الليلة وما قبلها بمثابة موسم للرواج الجمالي بالإضافة إلى تجهيزات العرائس الخاصة.

العيد كعك وتجميل وخياطة
وتشاركها الرأى سماح العطار مهندسة قائلة، إن اهتمام السيدات المصريات بليلة العيد له فرحة وطبيعة خاصة، تنحصر غالبا إما في تجهيز أو شراء الكعك والبسكويت، أو تنظيف المنزل وتزينه في النصف الأول من آخر يوم في رمضان، ثم التفرغ ليلا للعناية بالبشرة والشعر والجمال المتكامل بحثا عن التفرد وسط الأصدقاء والأقارب بمظهر ملفت للأنظار خلال أيام العيد، فضلا عن الاهتمام بالملابس الجديدة، والوقوف على يد الخياطة لإنهاء ما تبقى من الملابس.

الترنج والبالونات
تلتقط طرف الحوار سحر الشامي مدرسة 25 عاما، لتوضح طقوسها الخاصة ليلة العيد، حيث تنحصر عندها الفرحة في شراء الترنج الجديد كما عودها والدها منذ الصغر، ثم تحضير البالونات لإطلاقها بعد صلاة العيدن والاستمتاع بحفاوة الأسرة مع الكعك والبسكويت في بيت العائلة عند الجد والجدة.

شراء الملابس
وتشير مرام هشام 17 عاما، إلى أبرز اهتمامات البنات في ليلة العيد، حيث تقضي هي وصديقاتها الساعات الأولى من الليل بصحبة الجيران "كعب داير على محال الملابس" لاختيار الموضات الجديدة من الجينز والبليز والجوارب والأحذية، ثم تحديد موعد ومكان الاحتفال بأول أيام العيد بعد الصلاة بصحبة الصديقات والأقارب.
سهرات الكافيهات
ويقول عادل مصطفى 25 عاما، أن اهتمامات الشباب بليلة العيد، تدور حول السهر على الكافيهات أو في النوادي أو الميادين العامة، حيث تعتبر هذه الليلة فرحة للجميع سواء الشباب الأعزب أو المتزوجين، للهروب من قيود الارتباطات والمهام الأسرية، والاستمتاع بصحبة الأصدقاء حتى بذوخ آذان الفجر، وفرش الساحات استعدادا لصلاة العيد.
العيدية
ويرى الدكتور عصمت عبد المقصود خبير تربوي، أن أكثر ما يشغل بال الرجال في هذه الليلة هي المصروفات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الضعيفة التي نعيشها، فمع شهر رمضان تستنفذ الأسر أموالا كثيرة، ثم يأتي العيد بالتزامات الكعك والحلويات والملابس، وفى الصباح يواجه الأب طقوس العيدية سواء للأبناء أو أبناء الجيران أو الأصدقاء أو الأقارب، وهى عادة مصرية رغم إرهاقها، إلا أنها تبعث البهجة في النفوس، وترسخ قيم التواصل وصلة الأرحام.
الجريدة الرسمية