رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يكذب أردوغان؟!


من حق الرئيس التركى أن يمضي قدمًا فيما يجد فيه مصالح بلاده ومن حقه أيضًا أن يردد على شعبه ما يريد من غزوات أبو زيد الهلالى في فيافي السياسة والكياسة، ومن حق سيادته أن يقول ما لا يفعل فيما يخص أصدقاءه الجدد في تل أبيب غير أنه ليس من حقه أن يتطاول كذبًا على مصر والمصريين.. يقول إن مشكلته ليست مع الشعب المصرى وهو يعلم أن مشكلة الشعب المصرى لم تكن مع الشعب التركى من قبل ولن تكون بعد غياب أردوغان وجماعته من سدة الحكم.. مشكلة المصريين مع عصابة إرهابية يدعمها نظام إرهابي بقيادة أردوغان.


وإذا كان من حقه أيضًا أن يغازل عواطف البسطاء الذين يعتقدون كذبًا في قدرة أردوغان وتركيا على حماية أبناء الشعب الفلسطينى وإذا كان من حق أتباعه من مرضى حماس أن يرددوا على الملأ ضلالا أن أردوغان "عنَّف" نتنياهو ولم يتنازل عن فك الحصار عن غزة وإذا كان من حق ثلة من المصريين الهاربين إلى إسطنبول أن يبشروا بنبيهم الجديد أردوغان ويزيفون الحقائق التي تكشف عوراتها الأحداث اليومية فإننا من حقنا أيضًا أن نقول الحقيقة.. والحقيقة أن أردوغان سعى منحنيًا وراكعًا وساجدًا للتقارب مع القاهرة وغازلها علنًا وسرًا ولم يجد إلا كل صد لأن المواقف المبدئية لا ترتبط بتركيا وإنما برئيس متورط في دعم الإرهاب والإرهابيين.. رئيس يتدخل في شئون أقدم بلد في التاريخ الإنساني.

باع أردوغان إخوانه في حركة "حماس" عندما لوحت له تل أبيب بالرضا وباركت عاصمة عربية بضم تل أبيب إلى الهلال السنى في مواجهة إيران.. أي والله إسرائيل جزء من الهلال السنى في مواجهة إيران.. دجل يبيعه لنا الغرب وتقبل عليه عواصم عربية كبيرة.. المهم أن أردوغان وإدارته بدءوا يطلبون من عناصر حمساوية مغادرة البلاد إذ أن إسرائيل اشترطت ذلك.. إذًا أردوغان ذهب إلى إسرائيل خاضعًا ذليلا متوسلا وهو الآن في الطريق إلى مرحلة الانبطاح.

أردوغان بعث برسائل سرية وأخرى علنية يطلب فيها من القاهرة أن ترضى ولم ترض.. طلب العودة فرفضنا.. مرارا وتكرارا وزع الأدوار بين موظفين وسياسيين من إدارته ولم يجد من القاهرة أي استجابة.. تلك هي الحقائق التي يعرفها كل رموز نظامه بل يعرف الكثير منها عدد من كبار قادة الإخوان الهاربين هناك، مما دفع بعضهم إلى وضع خطط بديلة في حال اشتراط القاهرة طرد الإرهاب والإرهابيين من أراضي تركيا.

والسؤال الآن: ماذا قدمت تركيا للإسلام والمسلمين أو ماذا قدم أردوغان وإدارته للإنسانية ؟ غارق حتى العنق في الدماء السورية.. متورط حتى النخاع في تنفيذ أجندة إسرائيل في المنطقة.. متنازل بالعار عن كل القضايا التي رفعها أتراك ضد الجبروت الصهيونى في المحاكم الدولية.. متدخل بكل عنت في الشئون الداخلية المصرية.. يقبل الأيادى والأقدام ليلحق بقطار الاتحاد الأوروبي مهما كان الثمن.. متاجر بالقضية الفلسطينية ويقبض الثمن تطبيعًا مع تل أبيب.
الجريدة الرسمية