رئيس التحرير
عصام كامل

تفجيرات السعودية.. الاستعداد لـ«تفجير» موسم الحج !


استهداف الحرم النبوي الشريف لا يمكن الإقدام عليه من أكثر الجماعات الإرهابية تشددًا أو تخلفًا أو تطرفًا أو تكفيرا، وبالتالي فلا يمكن الاعتراف بالمسئولية عنه أنه لا قدر الله وتم ولا معنى من عمل لا يعلن صاحبه مسئوليته عنه.. بل نؤكد أن فعل مثل ذلك قادر على تفجير أي تنظيم من الداخل ويؤدي إلى انقسامه وانشقاقه على نفسه فورًا، فلا مبرر يدفع لذلك ولا نتيجة يمكن التباهي بها ولا يمكن استهداف -مثلا مثلا- مصلين شيعة دون غيرهم من شركائهم في الصلاة من السنة وإن أرادوا استهداف الشيعة فليس معقولا حتى من أشد العقول غباءً أن يتم ذلك في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يتهم هؤلاء المتطرفين أهل الشيعة بالابتعاد عن نهجه الشريف، وبالتالي ففكرة استهداف الحرم الشريف غير معقولة ونكون أمام احتمالات أخرى !


يلفت نظرنا أن حادث المدينة المنورة تم في موقف سيارات بأرض فضاء قريبة من الحرم النبوي الشريف وهي ذاتها الملابسات التي تم فيها تفجير أمس الأول الأحد، في موقف للسيارات تابع لمستشفى الدكتور سليمان الفقيه في جدة وأعلنت الشرطة السعودية أن منفذه باكستاني يقيم في السعودية مع زوجته منذ 12 عامًا وأدى التفجير لمقتل الإرهابي وإصابة آخرين بشظايا عند الاقتراب منه ولذلك فالعمليات الثلاث تمت كلها بظروف متشابهة وواحدة وهي الاشتباه في أحد الأشخاص وعند الاقتراب منه يقوم بتفجير نفسه عدا تفجير القطيف الذي أدى إلى مصرع ثلاثة أشخاص فتم دون الاشتباه في أحد أو مطاردة أحد!

الملاحظة الأساسية أيضًا تبدأ من التوقيت فالتفجيرات تمت كلها في أوقات الصلاة ولم يكن أحد يمنع صاحب تفجير القطيف مثلا من تفجير نفسه في المسجد وكان يمكنه الاقتراب منه، وبالتالي فربما نحن أمام تنظيم إرهابي يؤدي أفراده الصلاة ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ولكنهم يلتزمون بتعليمات مشددة باتخاذ كل الوسائل لعدم الوقوع في قبضة الأمن بكل السبل للحفاظ على باقي أعضاء التنظيم وخصوصًا أن تقرير الشرطة السعودية يفيد أن تفجير الحزامين الناسفين تم بمفجر كهربائي يتحكم فيهما كلا الإرهابيين والأرجح أن التفجير الثالث وقع بطريق الخطأ إذ لا معنى مفهوم حتى الآن لهذا التفجير وخصوصًا أن الشرطة السعودية لم تتلق بلاغات باختفاءات لأفراد منذ الأحد..

وبالتالي نكون أمام تنظيم أكبر يؤمن بقاؤه وسريته بكل الوسائل الممكنة حتى بتفجير المنتمين إليه، وبالتالي نكون أمام تنظيم متطرف جدا وعنيف جدا ومنضبط جدا لكن أدى ارتباك مجموعة من المنتمين إليه إلى التفجيرات الثلاثة ولكن الإسراع بالتوصل لأعضائه أمر ضروري خصوصا أنه فيما يبدو يرتب للانتقام من المملكة بإفساد موسم الحج باعتباره المناسبة الأكبر والأهم وهو أكثر المواسم التي يؤدي الاضطراب فيها إلى إزعاج المملكة السعودية وهز هيبتها وهذا ينسجم مع التهديدات الأخيرة بأن السعودية ستدفع الثمن قريبًا وتبقى أسئلة مهمة. 

هل سيدفع أحد ثمن التفجيرات الثلاثة من المسئولين السعوديين؟ وهل ستراجع المملكة مواقفها على الأقل من الصمت على وجود متشددين بالقرب من دوائر الحكم وخصوصًا في الإعلام؟ وهل ستطلب السعودية المعاونة اللازمة من دول مجلس التعاون خصوصا قطر صاحبة الاتصالات الوثيقة بكل التنظيمات الإجرامية في المنطقة؟ وهل نحن إلى تنسيق على أعلى مستوى -مصري سعودي- لمكافحة الإرهاب في المنطقة ينعكس بالضرورة على حال الإرهاب في سوريا بعد أن بدأت النيران تتسع لتحرق الجميع ؟
الإجابة في الأيام القادمة.
الجريدة الرسمية