تركيا وإسرائيل تعلنان الحرب ضد مصر من قلب أفريقيا.. نتنياهو يخطط لكسب أصوات القارة السوداء لصالح الاحتلال ضد القاهرة في المحافل الدولية.. والبرنامج النووي الصهيوني أبرز الملفات
تتعامل إسرائيل مع العالم على طريقة مباريات كرة القدم، فبعد أن فازت في المباراة أمام روسيا ومن ثم تركيا تدخل جولة جديدة في قلب القارة الأفريقية من خلال زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني، بينيامين نتنياهو، إلى هناك اليوم الإثنين في زيارة وصفها الإعلام العبرية بالتاريخية.
توطيد العلاقات
وحدد نتنياهو أن توطيد وتحسين العلاقات الإسرائيلية مع الدول الأفريقية هدف لتلك الزيارة، وأنه سيزور كلا من أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا. وأضاف إن زيارته اليوم إلى القارة الأفريقية والتي سوف تستمر لمدة أربعة أيام، تفتح أفريقيا أمام إسرائيل.
وستبدأ زيارة رئيس الوزراء إلى أفريقيا في أوغندا وسيتم استقباله في مراسم رسمية بحضور الرئيس الأوغندي وتطلق أثناءها 19 طلقة لتحيته، ثم تجرى في عنتيبي المراسم الرسمية لإحياء ذكرى مرور 40 عامًا على عملية تحرير الرهائن الإسرائيليين هناك.
وتوطيد العلاقات الذي يتحدث عنه نتنياهو هو ظاهر الزيارة التي في باطنها محاولة إسرائيلية تركية لحصار مصر وإعلان الحرب ضدها من داخل القارة الأفريقية وخاصة بعد اتفاق التطبيع الذي وقع بين أنقرة وتل أبيب الأسبوع الماضي.
حصار إسرائيلي تركي
مع العلم أنه سبق زيارة نتنياهو جولة أفريقية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وكانت هي الزيارة الأولى من نوعها للرئيس التركي للبلدين، وزار الرئيس التركي أفريقيا تحت نفس الدوافع التي يتحدث عنها نتنياهو وهي توطيد العلاقات وخلق فرص استثمار وما إلى ذلك، كما أنه تردد أنه من المتوقع أن يعقب أردوغان نتنياهو بزيارة أخرى للقارة قريبًا.
اللافت أن تل أبيب لا تريد فقط محاصرة مصر بالتعاون مع تركيا من خلال التودد إلى دول القارة الأفريقية بل تسعي أيضًا لأن يدعموها في المحافل الدولية ضد مصر، وهو ما سارعت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية بالإشارة إليه من خلال تقرير أعدته اليوم عن الزيارة قائلة إن أفريقيا يعني 54 بلدا، وكذلك 54 صوتًا في الأمم المتحدة، و54 اقتصادًا.
ورأي التقرير الإسرائيلي أنه بعد توقيع اتفاق المصالحة مع تركيا الأسبوع الماضي، تجد إسرائيل نفسها محاطة بالعديد من الأصدقاء أو على الأقل "الشركاء".
وأوضح التقرير أن قبرص واليونان وتركيا من جهة وأذربيجان وبلدان مختلفة في آسيا الوسطى من جهة أخرى، ومن ناحية الجنوب يوجد تحسن في العلاقات مع مصر وازدهار في العلاقات مع دول شرق أفريقيا، بما في ذلك إثيوبيا وكينيا ورواندا.
البرنامج النووي الإسرائيلي
وتطرق التقرير إلى مصر، زاعمًا أنها لديها هوسا بالبرنامج النووي الإسرائيلي، وتطرح دائمًا على جدول أعمال الوكالة قدرات إسرائيل النووية التي ترغب وفقًا لتقارير أجنبية في الحد منها. ويعني ذلك إشارة واضحة أن تل أبيب ترغب في كسب أصوات دول أفريقيا لصالح إسرائيل ضد مصر في المحافل الدولية.
أضف إلى ذلك العبث الإسرائيلي في ملف النهضة الإثيوبي والاستحواذ على الاقتصاد الأفريقي ووقوف أفريقيا في وجه مصر، ولا مفر من التعاون الإسرائيلي مع الرئيس التركي كونه يكن العداء لمصر بعد أن فشل مخطط تنصيبه خليفة للمسلمين بمعاونة الإخوان الذين شكل عزلهم في ثورة 30 يونيو على يد الشعب المصري ضربة قاسمة لأردوغان.
وتربط تركيا بالقارة الأفريقية علاقات اقتصادية وثيقة، حيث احتضنت مدينة إسطنبول في أغسطس 2008، قمة تركيا - أفريقيا بمشاركة 49 دولة أفريقية، وممثلي 11 منظمة إقليمية ودولية من ضمنها الاتحاد الأفريقي، وتعزز فيها التعاون بين الجانبين في شتى المجالات.
العودة لأيام المجد
وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى أهمية أفريقيا موضحة أنها اليوم أكثر هدوءا مما كانت عليه قبل عقد من الزمن، بينما دول مثل الصومال وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى تعاني من الفوضى، كما أن بوروندي عادت للقتال مرة أخرى، ولكن هذه الدول لا تمثل الجميع.
وتابعت أن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية تعود إلى أيام المجد، وأن أفريقيا أصبحت أيضا أكثر ديمقراطية بكثير مما كانت عليه في أيام الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، موضحة أن الجميع يدرك أن الاستثمار في أفريقيا يشكل استثمارا جيدا على المدى الطويل.
وسيلتقي رئيس الوزراء نتنياهو لاحقا مع رؤساء دول شرق أفريقيا الذين سيصلون إلى أوغندا من أجل عقد لقاءات سياسية معه، ويشارك في اللقاء رؤساء كل من أوغندا وكينيا ورواندا وجنوب السودان وزامبيا ورئيس الوزراء الإثيوبي ووزير خارجية تنزانيا.
ويرافقه في الزيارة وفد إسرائيلي، وسيزور خلالها أربع دول، وأوضح نتنياهو أن الزيارة هامة من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية.
50 شركة إسرائيلية
وتحمل الزيارة في طياتها معاني اقتصادية كبيرة للغاية، حيث سينضم إلى رئيس الوزراء 80 رجل أعمال من 50 شركة إسرائيلية بهدف خلق علاقات تجارية مع شركات ودول أفريقية.
وصادقت الحكومة الأسبوع الماضي على خطة تهدف لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع دول القارة الأفريقية وصلت ميزانيتها إلى نحو 50 مليون شيكل.
وسيزور "نتنياهو" أيضا كينيا ورواندا وإثيوبيا، حيث سيلتقي برؤساء تلك الدول ورؤساء المؤسسات الأمنية والاقتصادية فيها، وسيلقي رئيس الوزراء الإسرائيلى كلمة تاريخية في البرلمان الإثيوبي.