فضيحة التسريبات تقصم ظهر «التعليم».. «تقرير»
أثارت فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة، التي بدأت بتسريب نموذج إجابة امتحاني اللغة العربية والتربية الدينة قبل الامتحان بساعة ونصف، مرورًا بتأجيل امتحانات أخرى، حفيظة طلاب الثانوية العامة وأولياء أمورهم الذين خرجوا للتظاهر اعتراضًا على تلك القرارات أمام وزارة التربية والتعليم.
وعلى إثر تلك التسريبات، اتخذت الوزارة قرارًا فوريًا بإلغاء امتحان التربية الدينية وتأجيله إلى يوم آخر، وكانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ امتحانات الثانوية العامة التي يلغى بها امتحان، ومن ثم توالت التسريبات على صفحات الغش الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحدت الوزارة والدكتور الهلالي الشربيني، الوزير، وسربت جميع الامتحانات بعد بدء زمن اللجنة بدقائق، ومع فشل الشربينى في السيطرة على تلك التسريبات أعلنت وزارة الداخلية، القبض على رئيس المطبعة السرية وزوجته بتهمة تسريب الامتحانات.
وأسفرت التحقيقات عن كشف القصور بالمطبعة السرية، حيث قضت فضيحة تسريب امتحانات الثانوية العامة على مستقبل أعضاء المطبعة السرية بوزارة التربية والتعليم من خلال حركة تغييرات وتنقلات كبرى بين أعضاء المطبعة في الفترة المقبلة.
وأحالت وزارة التربية والتعليم، معلم لغة عربية بنجع حمادي في قنا، أحد مصححي امتحان اللغة العربية بالثانوية العامة، إلى المحكمة التأديبية؛ بسبب خروجه على مقتضى العمل الوظيفي بتصوير صورة لكراسة إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الثانوي، التي تخص أحد الطلاب الممتحنين ونشر الصورة على صفحة أنشأها على موقع فيس بوك.
واعتقدت وزارة التربية والتعليم أنه بتلك القرارات، سيطرت على ظاهرة التسريبات تمامًا، لكن أوهامها تحطمت على صخرة الواقع بعد تسريبات اللغة الأجنبية الثانية والاقتصاد قبل بدء اللجنة بنصف ساعة وقررت الوزارة إحالة الواقعة للتحقيق لحين التأكد من تسريب الامتحان، ولكن جاءت واقعة تسريب امتحان الديناميكا لتقصم ظهر الوزارة، حيث تم تسريبها قبل وقت الامتحان بأكثر من 12 ساعة كاملة، مما جعل الوزارة تلغى الامتحان بعد أداء الطلاب للمادة بساعتين.
وجاء هذا القرار ليثير غضب الطلاب ضد وزارة التربية والتعليم، وتنظيم مظاهرات اندلعت أمام دواوين عدد من المحافظات، واستمرت بتجمهر آلاف الطلاب الغاضبين أمام ديوان عام الوزارة لإعلان رفضهم لقرار وزير التعليم الدكتور الهلالي الشربيني بإلغاء امتحان مادة الديناميكا، كما أعلن الطلاب رفضهم تأجيل امتحانات الثانوية العامة، وفي حين اشتعل غضب الشارع المصري ولم يقتصر الأمر على الطلاب فقط بل امتد إلى أولياء الأمور الذين عبروا عن غضبهم من قرار تأجيل الامتحانات بسبب المعاناة التي يضطرون إلى تحملها والتي تتعلق بمصروفات إضافية في حصص المراجعة النهائية وليالي سهر إضافية بجوار أبنائهم.
وأكدت الوزارة على تفهمها التام لردود فعل الطلاب في الأيام الماضية، وتقديرها الظروف الصعبة التي يمرون بها، مؤكدة أنها ستراعى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.
ولم تتوقف فضيحة التسريبات عند هذا الحد، لكن سربت بعض الصفحات الإلكترونية نتائج بعض الطلبة في المواد التي أدوا الامتحان فيها.
ومن جانبها نفت وزارة التربية والتعليم في بيان رسمي لها، صحة ما تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى، والمواقع الإلكترونية من نشر صفحة "شاومنج بيغشش ثانوية عامة"، نتائج تصحيح المواد التي أدى طلاب الثانوية العامة الامتحان بها، وذلك لخمسة طلاب.
وقالت الوزارة، في بيانها، إن هذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة، حيث إنه تم مطابقة الأسماء المنشورة على هذه الصفحات بقاعدة بيانات الطلاب؛ فتبين وجود تشابه بين أسماء العديد من الطلاب على قاعدة البيانات؛ نظرًا لأن الأسماء التي تم نشرها هي أسماء ثنائية، الأمر الذي يجزم بأن ما تم نشره من نتائج غير صحيح، كما تبين أيضًا عدم وجود بعض الأسماء التي تم نشرها على قاعدة البيانات.
وجمع العشرات من أولياء الأمور توقيعات للمطالبة بسحب الثقة من وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى وإقالته بعد ما اسموه بمهزلة الثانوية العامة.
