رئيس التحرير
عصام كامل

مرآة حسن البنا قطبية !!


لا شك البتة في كون التفريقُ بين "حسن البنا" و"سيد قطب" أو بين منهجيهما ليس سوى محض خرافة إخوانية ابتدعها قيادات الجماعة أنفسهم من أجل التمويه والتضليل للرأي العام، وإبعاد الاتهام بالإرهاب عن أنفسهم وإلصاقه بغيرهم.


ولا شك أيضًا أنه لا فارق البتة بين فكر "البنا" وفكر "قطب" ومنهجيهما ولو في قيد شعرة أو أنملة أو حبة خردل من حيث الإرهاب والتطرف، وإن كان أحدهما أصلا للآخر ومنبعا له.

ولا شك كذلك في أن "سيد قطب" نفسه ليس سوى انعكاس حقيقي لصورة "حسن البنا" في المرآة، ولكن بعد إزالة مساحيق التجميل التي كان يحرص "البنا" على أن يغطي بها وجهه الدميم!

ولكنني أتصور الآن وأنا أكتب هذه الكلمات أنه، لو أن الله بعث "البنا" ووقف أمام مرآة مخصوصة، تكون من قدرتها أنها تظهر حقيقة الوجه منزوعًا عنها كل المساحيق التي كان يحرص على وضعها فوق وجهه ليخفي بها حقيقته الخسيسة، تلك المساحيق من النفاق والكذب والدجل والتقية، لو وقف "البنا" أمام نوعٍ كاشف من المرآة ينفذ إلى ما دون تلك المساحيق وما ورائها، فلن تظهر بحالٍ على صفحة المرآة سوى الصورة القبيحة لــ "سيد قطب"!

ولكن لما ومتى وكيف بدأ الإخوان أنفسهم يطلقون حملة خداع انطلقت من مكتب الإرشاد ذاته من أجل تضليل الجميع بزعم التفرقة بين منهج "البنا" و"قطب" ؟ هذا ما ستوضحه السطور التالية..

وأصل المسألة أنه لما بدأ بعض الناس يستبشع بما كتبه الإرهابي الأكبر "سيد قطب" وما حوته كتبه المنحرفة من تكفيرٍ للمجتمعات والدول ومن دعواتٍ للإرهاب والعنف، وما تؤدي إليه من إرهابٍ وتفجير، أخذ الإخوان المسلمون يرددون خرافةً مفادها: أن فارقًا كبيرًا بين "قطب" و"البنا"، وأن الأخير هو من يمثل الإخوان دون الأول، في حين أن الحقائقَ التاريخية والعلمية تثبتُ ألا فارق البتّة بين "البنا" و"قطب".

ولقد كان "سيد" نفسه عضوًا فاعلًا في الإخوان بل ومسئول ملف الدعوة فيها في عهد المرشد الثاني للإخوان "حسن الهضيبي"، والذي قال عنه، كما نقلته "زينب الغزالي" نصًا: "إنه -أي الهضيبي- لا يعرف للأستاذ! سيد قطب فكرًا يخالف فكر الإخوان المسلمين"!

ولكن لما بدأت آثار أفكاره المنحرفة تظهر في التفجير والتدمير وما شابه، وعلى أيدي أقوام يؤكدون أن مرجعيتهم هي فكر "سيد قطب" وكتبه، ولما كان الإخوان على عادتهم الدائمة في الكذب والتضليل، يزعمون أنهم "فصيل سياسي معرض وسلمي، ولا يؤمن بالعنف ولا ينتهجه، بل ويحاربه ويقاومه!! (إي والله كانوا ولا يزالون إلى هذه الساعة يرددون هذه الترهات، ولا يزال هنالك -مع الأسف- من المغفلين من يصدقهم!)، لما كانت الحالة هكذا، سبّب لهم ذلك إحراجًا شديدًا، وكشف زيف ادعاءاتهم، إذ كيف يدعون السلمية، وواحد من كبار قياداتهم هو المرجعية الأولى والأخيرة، بل والوحيدة لجماعات العنف المسلح، كجماعة "التكفير والهجرة" والتي كان أميرها "شكري مصطفى" تلميذًا مباشرًا لــ "سيد قطب" وأسس كل أعماله الإرهابية على أفكار ومعتقدات ومنهاج "سيد"، وكذلك جماعة "تنظيم الجهاد"، والذي كان قادته – ولا يزالون- يصرحون علنًا أنهم لا يقومون سوى بتطبيق أفكار "سيد قطب" على أرض الواقع، والتي لا ينتج عنها بالطبع سوى الخراب والدمار والتفجير والتدمير، والذي رآه الناس ولا يزالون يرونه، إلى غيرها من التنظيمات الإرهابية الخبيثة والخطيرة كتنظيم "القاعدة" و"داعش" وغيرها الكثير، والتي كانت– ولا تزال- تعلن أن مرجعيتها في إرهابها هو "سيد قطب"!

فكان على الإخوان أن تخرج نفسها من هذه الورطة وهذا الإحراج الشديد الذي وقعت فيها، وهنا كان لابد من وضع خطة محكمة، تدفع الجماعة بها عن نفسها تهمة الإرهاب والعنف، وأُوكل الأمر إلى رجل من قيادات مكتب الإرشاد حينها، والذي استطاع أن يضع بالفعل خطة محكمة لا يزال كثير من الناس إلى الساعة واقعًا تحت شِراكها، معتقدًا أن هنالك طريقين داخل الإخوان أو منهجين، أو أن بداخل تنظيم الإخوان: صقور وحمائم، أو قطبيين وبنائيين ! وكل ذلك ليس إلا محض خرافة ابتدعها الأستاذ "فريد عبد الخالق" عضو مكتب الإرشاد –حينها- لكي يخرج الجماعة من ورطة اتهامها بتصدير الفكر الإرهابي! وقد نجحت خطته أيما نجاح، وأثمرت أيما إثمار!
على ما سنبينه في المقال القادم –إن شاء الله-.
و في مقالنا القادم للحديث بقية، إن شاء ربُّ البرية.
الجريدة الرسمية