هل يراقب البرلمان مستشفى 57357 ؟!
لجنة الصحة في مجلس النواب قامت بزيارة إلى مستشفى سرطان الأطفال ومثل كل فئات المجتمع شاركت في تصوير إعلان لجمع تبرعات للمستشفى، وطبعا هذا عرض لا يرفضه أعضاء اللجنة لأنه إعلان سيذاع في كل الفضائيات وبكثافة طوال الفصل التشريعي وهي فرصة للنواب أن يراهم أهالي دوائرهم على الشاشة بعد أن اختفوا عنهم منذ الانتخابات..
هل دور نواب البرلمان تصوير إعلانات جمع تبرعات؟ وهل قامت اللجنة بزيارة مستشفيات أخرى في قرى ونجوع مصر؟ ولماذا لم تبدأ بزيارة للمعهد القومي للأورام وهو المستشفى الأم لعلاج السرطان في مصر؟ أو مستشفى أبو الريش وهو أيضا المستشفى الأم لعلاج كل أطفال مصر وقد تتوقف بسبب نقص الموارد؟
وإذا قامت لجنة الصحة بجمع تبرعات لمستشفى 57 فمن إذن يراقبها؟ وهل تستطيع اللجنة الاطلاع على إيرادات ومصروفات المستشفى؟ كل هذه الأسئلة أتمنى أن أجد إجابتها عند صديقي د. مجدي مرشد رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب والذي لا أشك إطلاقا في وطنيته وحسن نواياه.
ولهذا فإنني أطالبه بحكم مسئوليته أمام الله والوطن أن يطلع على ميزانية المستشفى وحجم التبرعات والدعاية وأوجه الإنفاق وأجور ومرتبات العاملين، وقد ذكرت في مقال سابق أن الدعاية الرهيبة الذي يقوم بها المستشفى جعله يستحوذ على النسبة الأكبر من تبرعات المصريين لأنه متعاقد مع أكبر وكالة دعاية وإعلان في المنطقة..
المستشفى جمع أكثر من مليار جنيه سنويا وهو مبلغ كبير جدا على 120 سريرا..
سحبت التبرعات من المستشفيات الأخرى والتي تعالج كل الأمراض والمواطنين دون انتقاء، مثل معهد الأورام الذي يتردد عليه 2 مليون مريض سنويا من كل الأعمار معظهم يتوفاهم الله من طول الانتظار وعدم توافر الإمكانيات، كذلك جامعة المنصورة لديها أكثر من عشرة مستشفيات ومراكز طبية جعلتها عاصمة مصر الطبية نحو 3500 سرير وغرفة عناية مركزة ويتردد عليها سنويا أكثر من 5 ملايين مواطن من فقراء المرضى وتقوم بإجراء أكبر الجراحات في كل التخصصات ومنها الأورام وأيضا زراعة الكلى والكبد والنخاع بالمجان، بالإضافة إلى المكانة العالمية لبعض مراكزها في البحث العلمي والتدريب الطبي كل هذا بتبرعات أقل من 20 مليون جنيه، إضافة إلى 316 مليون جنيه ميزانية من الدولة.
مؤكدا أننا نفخر بالمستشفى وما يقوم به من خدمة جليلة في تخفيف الآلام عن أطفالنا ولكن من غير المنطقي تدمير كل المستشفيات من أجل 120 سريرا إذا كان هناك إنفاق رشيد، فإن ما جمعه مستشفى 57 في السابق يكفيه لسنوات كثيرة قادمة، واستمراره بهذا الشكل سوف يتسبب في انهيار المؤسسات الخيرية الأخرى ووفاة آلاف المواطنين، مساهمة المجتمع المدني في العلاج مهمة ومطلوبة ولكن لا يمكن لأي دولة الاعتماد على التبرعات في منظومتها الصحية..
كما أن مصر لا ينقصها إقامة مستشفيات جديدة بل الاهتمام بمنظومة الوقاية والتي تهدف إلى منع حدوث الأمراض والقضاء على أسبابها نحن دولة تحتل المراكز الأولى عالميا في كل الأمراض وأعداد المرضى في ازدياد لأننا لم نهتم بالوقاية وبالتالي فإن طوابير المرضى لا تنقص بل المنضم إليها أكثر من الخارج منها وللأسف أصبح المرض في مصر سبوبة لأصحاب المستشفيات والعيادات الخاصة وأيضا شركات الأدوية وجامعي التبرعات والبرامج الطبية المعلنة والدجالين والمشعوذين والذي يدفع الثمن هو المواطن من صحته وأمواله..
فهل يأتي اليوم الذي تتحرك فيه الدولة للقضاء على هذه العشوائية، وأن تقوم أجهزتها الرقابية بدورها في متابعة أموال التبرعات والأهم من ذلك عدم استخدام المواطنين والأطفال في جمع التبرعات بمشاهد مهينة لا تشجع أي سائح أو مستثمر أجنبي على الحضور إلى بلد يستجدي علاجه وطعامه ومسكنه وملبسه على الهواء مباشرة، اللهم احفظ مصر.
Egypt1967@Yahoo.com