بديع خيري يكتب: الكعك العجيب

 في مجلة «مسامرات الجيب» عام 1950 كتب المسرحي بديع خيرى مقالًا عن كعك العيد الذي تنشغل به البيوت المصرية في الأيام الأخيرة من رمضان قال فيه:

 كم من حادثة بشعة شنيعة كان مبعثها الأول كعك العيد، وكم من الجرائم الكبرى حدثت في مصر بسبب هذا البلاء المحتم الذي نسميه كعك العيد.

 إنه في نظري بلاء محتم فرضته علينا الطبيعة الشعبية في مصر فأصبحنا نؤمن تمامًا بكعك العيد.

 وليس هذا الإيمان مقصورًا على العائلات الصغيرة ذات الفهم الضيق المحدود، بل انتقل أيضًا إلى العائلات الكبيرة الراقية، إنه كعك العيد العجيب.

 وأعتقد أن الشرق هو صاحب فكرة كعك العيد، لكن الذي تعجبت له أن البلاد الأوروبية المتمدينة قد أخذت ضمن عاداتها كعك العيد هذا نقلًا من البلاد الشرقية، لكنهم اختلفوا عنها في أشياء كثيرة، فهناك لا تجد الكعك بهذا الحجم الكبير وهذا الطابع الثقيل على المعدة، بل تجده كعكًا صغيرًا خفيفا في كل شيء حتى لا تمرض المعدة بعد أكله.

 وهناك لا تجد الزوجة تلاحق زوجها بعمل كعك العيد غيرةً من الجيران والحبايب، لأن المرأة الأجنبية تُقدر ظروف زوجها عكس المرأة الشرقية التي لا ترحم، وتجعل مسألة كعك العيد تتخذ صورة مشكلة كبرى قد تنتهي بالطلاق أو السجن أو الموت.