رئيس التحرير
عصام كامل

الأسرة الحاكمة بالمغرب.. «حكايات وأسرار»

 الملك محمد السادس
الملك محمد السادس

قبل تولي الملك محمد السادس عرش المغرب عام 1999، كانت حياة الأسرة الملكية يحجبها جدار سميك من السرية وكانت حياة القصر تحيط بها قدسية من نوع خاص، لكن مع العهد الجديد تغير الوضع، وتم اعتماد مسار نحو التفتح عبر التخفيف من البروتوكولات وظهور أفراد العائلة الملكية في وسائل الإعلام أكثر مما كان سائدا في السابق.


الأعراس والجنائز
وبالرغم من التفتح والحداثة، لا زالت الأسرة الحاكمة بالمغرب لا تخالف تقليدا سلطانيا عريقا، يمنعهم من حضور الجنائز والأعراس، ويتقيدون به بصرامة، حتى حينما يتعلق الأمر بمآتم وأفراح عائلات ملكية صديقة للمغرب وقريبة من عائلتها الملكية الحاكمة.

فبالرغم من إعلان الملك محمد السادس الحداد الوطني العام في بلاده، وتنكيس الأعلام، وقت وفاة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بعد أن وصفه في برقية تعزية بـ"الفقيد الكبير"، لم يحضر جنازة العاهل السعودي، أحد القادة المقربين من العائلة الملكية في المغرب، موفدا بدلا عنه شقيقه الأمير مولاي رشيد، ملتزما بذات التقاليد الملكية التي يمتنع بحسبها ملوك الدولة العلوية عن حضور "المآتم والأعراس".

تقبيل اليد اختياري
ومن أشهر الطقوس والعادات المغربية العتيقة التي تغيرت، ففي عهد الملك الحسن الثاني، على كل مغربي مسلم كان أم يهودي أن يقبل يده ما عدا "العلماء"، الفئة الوحيدة المعفاة من هذا التقليد، وكانوا يقبلون كتف الملك بدلًا من يده.

وقد عرف عن الملك الراحل الحسن الثاني أنه لم يكن ليتنازل عن هذه العادة، لكن مع عهد الملك محمد السادس لم تعد هذه المسألة إجبارية وملزمة، بل أضحت أمرا اختياريا يتعلق بكل شخص.

وفي هذا الصدد، فقد سبق لإحدى البرلمانيات أن صرحت أنها كانت تحمل هما ثقيلا قبل لقائها مع الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية قبل بضع سنين، وقالت إن مبادئها لا تسمح لها بالانحناء لتقبيل يد الملك، لكن البرلمانية اجتازت هذا الامتحان بسلام إذ لم تكن الوحيدة التي صافحت الملك دون الانحناء لتقبيل يده وقد تأكد لها آنذاك أن تقبيل يد الملك أضحى أمرا اختياريا وليس إجباريا كما كان الحال في عهد الملك الحسن الثاني.

الرسائل الملكية
ومن التقاليد التي أثارت الكثير من التساؤلات، والتي تغيرت في عهد الملك محمد السادس، تقليد تقبيل الرسائل الملكية قبل تلاوتها، إذ كان المكلف بتلاوة الرسالة الملكية، ملزما بتقبيل الأوراق المحتوية للنص ثلاث مرات قبل الشروع في قراءتها وأحيانا كانت تحضر فرقة من أمناء مخازن القصر لترديد عبارة "الله يبارك في عمر سيدي".
الجريدة الرسمية