عدو الإسلام قاتل كاهن العريش!
في صحيح البخاري أدق كتاب بعد القرآن عند كل الفصائل الإسلامية يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما".
وهذا الحديث وحده يكفي ليتقلد قاتل الأب روفائيل موسى كاهن كنيسة العريش مقعده في جهنم فعندما نعلم أن رجال الدين المسيحي بل واليهودي أيضا مستبعدون أصلا من أي قتال حتى في حالة المعارك ففي سنن البيهقي يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "لا تقتلوا صبيا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نحلا ولا تحرقوه).
وبالتالي فحرم الإسلام التعرض لرجال الدين حتى في ظل المعارك والقتال فما بالكم ورجال الدين المسيحي كرجال الدين الإسلامي وكباقي المدنيين لا علاقة لهم بالمعارك الجارية في سيناء؟
الوصية السابقة جاءت أيضا في موضع آخر عند معركة مؤتة في وصيته عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن عوف وجيشه وربما كانت من الوصايا الأخيرة قبل أن يلقي الرسول ربه وفيها يقول: "أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا اغزوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة ولا تقربوا نخلا ولا تقطعوا شجرا ولا تهدموا بناء".
وهنا نقول إن الدين الذي يضع حرمة للنخل والشجر والحجر فكيف تكون حرمة الدماء والأعراض إذن؟!!
لا يتوقف الإسلام عند ذلك بل يمنع أصلا إيذاء غير المسلمين فيقول الرسول الكريم: "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة"، والمعاهد هو من دخل في عهد مع المسلمين وفي ذمتهم لأي سبب وهي في اعتقادنا درجة أقل من درجة مسيحيي مصر ليس لأنهم مواطنون على نفس الدرجة مع المسلمين وإنما لوصية خاصة بهم من الرسول نفسه "فإن لكم فيهم ذمة ورحمة" ويكون لرجال الدين فوق ذلك درجة!
كثيرون يستبيحون دماء وأموال وأعراض غير المسلمين ولا نعرف من أين جاءوا بأفعالهم وتفسيراتهم وإن عادوا يغرفون من كتب التراث بما هو غير صحيح ولا يؤخذ به وهي نقطة يستند إليها أعداء الإسلام إذ يستندون لروايات لا ينبغي الاستناد إليها تدعو للشدة والقسوة وهنا سيقول أحدهم: ولماذا تعطي الحق لنفسك أن تستند إلى أحاديث وروايات وتمنع غيرك، وهنا يكون الرد الفوري هو أننا نستند إلى روايات تتفق تماما مع القرآن ولذلك فنصدقها وأما غيرها مما يتصادم مع القرآن لا يصح أصلا أن ننسبه إلى نبي الإسلام الذي يستحيل أن يأتي بتصرف يتعارض مع الكتاب الذي جاء به.
يقول القرآن الكريم: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ولذلك كان للقتال في الإسلام شرطان، الأول هو الدفاع عن النفس ولا يعني ذلك انتظار العدوان المباشر، إنما يقاس بمعايير الأمن القومي اليوم، والثاني "إن الله لا يحب المعتدين" ولا يصح أن نأتي بما يخالف القرآن لا عملا ولا قولا!
وخالص التعازي لمصر كلها في وفاة الأب روفائيل موسى كاهن كنيسة العريش على يد من لا يعرفون الإسلام وهم أبعد الناس عنه!