رئيس التحرير
عصام كامل

ليبيا: الجيش يحاصر آخر جيوب داعش في سرت

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قُتل ثلاثة جنود ليبيين من "قوات البنيان المرصوص"، وأصيب نحو أربعين آخرين في اشتباكات مع مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي في سرت.

وقال مستشفى مدينة مصراتة في بيان أصدره إن قسم الطوارئ استقبل قتلى وعشرات المصابين بجروح خفيفة إلى متوسطة جميعهم من جنود قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس.



واشتدت المعارك بين قوات الجيش الليبي وعناصر تنظيم داعش الإرهابي مع تقدم الجيش داخل مدينة سرت حيث ما يزال التنظيم يسيطر على بعض الأحياء المحصنة وذلك في دائرة باتت ضيقة إلى حد بعيد.

وأعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص أنها تمكنت من السيطرة بالكامل على أحد أهم الأحياء السكنية بالمدينة وهو حي "700" الذي يعتبر أحد المحاور الرئيسية في سرت.

ومن شأن السيطرة على الحي "700" فتح المجال أمام تقدم قوات البنيان المرصوص باتجاه مستشفى ابن سيناء ومركز المؤتمرات المعروف باسم واغادوغو والذي كان يحتضن مقر الاتحاد الأفريقي في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي وهو تحت حصار خانق حاليا.

وستكون المعركة في مجمع قاعات واغادوغو الأصعب بالنظر إلى وجود ملاجئ محصنة بشكل كبير داخل المجمع حيث تم بناء بعض غرفه تحت الأرض وهو ما يصعب مهمة الإسناد الجوي الذي يسهل تقدم القوات على الأرض نحو تحرير آخر معاقل داعش. ووفقا لغرفة عمليات تحرير سرت فقد بدأت المعارك داخل المجمع بالفعل مساء أمس الجمعة.

وأطلق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في الثاني عشر من مايو الماضي عملية "البنيان المرصوص" بهدف تحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم داعش، وتطلب الأمر نحو شهر قبل دخول للمدينة في التاسع من يونيو المنصرم. وتباطأ تقدم مقاتلي حكومة الوفاق الوطني داخل المدينة نتيجة المقاومة الشرسة من قبل الإرهابيين الذين قادوا هجمات مضادة ونفذوا عمليات انتحارية وفخخوا أحياء المدينة لمنع تقدم الجيش.

وتكبدت حكومة الوفاق الوطني خسائر بشرية معتبرة في صفوف القوات المنضوية تحت لواء عملية البنيان المرصوص التي تتكون أساسا من مقاتلي ثوار مصراتة ومقاتلين من تاجوراء وطرابلس.

ومنذ بدء عملية البنيان المرصوص سقط نحو 250 قتيلا من القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني خلال المعارك التي دارت في الطريق إلى سرت وداخلها، حيث أوقعت العمليات الانتحارية والكمائن المزروعة على الطرقات العدد الأكبر من الضحايا.

وبالمقابل تؤكد غرفة عمليات تحرير سرت أنها استطاعت قتل مئات العناصر الإرهابية وأرغمت عشرات منهم على الفرار من ساحات المعارك في محيط مدينة سرت.

وتنتهج قوات عملية البنيان المرصوص تكتيكا يعتمد على طول النفَس حيث تحاصر التنظيمَ في منطقة ضيقة حتى نفاذ ذخيرته ومن ثم يتم الانقضاض عليه بمساعدة الطيران الحربي الذي يتولى تصفية القناصة المنتشرين على أسطح المنازل.

وعلى الرغم من أن تحرير مدينة سرت سيكون انتصارا كبيرا لمقاتلي حكومة الوفاق الوطني فإن الانطباع السائد لدى معظم الأوساط الرسمية الليبية أنه لن يكون نهاية الإرهاب في البلاد، حيث ما تزال مجموعات مسلحة متشددة تقاتل الجيشين النظاميين في غرب ليبيا وشرقها وتحاول من حين لآخر السيطرة على مدن وبلدات جديدة.

وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج صريحا عندما صرح قبل أيام بأن تطهير ليبيا من الإرهاب يتطلب جيشا موحدا يقاتل من أجل الهدف ذاته، وهو أمر ما يزال بعيد المنال في ظل الانقسام الحالي.

ولن تكون الجهود الدولية المبذولة لرفع الحصار عن توريد السلاح لحكومة الوفاق وتدريب بعض الوحدات كافية لتشكيل جيش ليبي موحد وقوي ما لم توجد نواة حقيقية لهذا الجيش.

ويمر بناء الجيش الليبي كما غيره من مؤسسات الدولة عبر توحيد طرفي النزاع وإقناع الفريق المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود جيشا يضم عشرات الآلاف من المقاتلين بتقديم تنازلات كبيرة لصالح إنشاء جيش وطني.

ويبدوا أن الأمور تسير في عكس اتجاه توحيد الجيش حيث لجأ الفريق المتقاعد خليفة حفتر مؤخرا لبعض حلفائه لإقناعهم بضرورة العدول عن قرار حظر التعامل مع جيشه وتزويده بالسلاح لمحاربة الإرهابيين.
الجريدة الرسمية