أقيلوا هذا الوزير! (2 )

عندما تقع مشكلة أو أزمة لنا دائما ترتفع أصوات تطالب بأمرين.. الأول هو إقالة الوزير الذي حدثت المشكلة أو الأزمة في نطاق مسئوليته، والثانى هو تغليظ العقوبات من خلال تعديل القوانين القائمة أو صياغة القوانين الجديدة.. ونادرا أو قليلا ما ترتفع أصوات تطالب ببحث الأسباب الحقيقية لوقوع هذه الأزمة أو حدوث هذه المشكلة لمعالجتها وإزالتها حتى تنجح جهودنا في التخلص من هذه المشكلة وتجاوز هذه الأزمة.

مثلا ظاهرة الغش في الثانوية العامة لا تقتصر أسبابها فقط على وجود تسريب في الامتحانات سواء من المطبعة التي طبعت أوراق الامتحانات أو من بعض لجان الامتحانات، وإنما هي ظاهرة أسبابها صارت مزروعة في المجتمع الذي لا يعتبر أن الغش عيبا أو خطأ، وإنما يتعامل معه بوصفه شطارة ومهارة، ولذلك يستخدم كل الوسائل التكنولوجية في هذا السبيل..

انظروا إلى عناوين بعض صفحات التسريبات سوف تجدون ما يؤكد ذلك، وهو أن اختلالا في القيم الاجتماعية صار يشكل المناخ الذي ازدهرت فيه ظاهرة الغش والتسريبات في الثانوية العامة، والتي يشارك فيها طلبة وأولياء أمور ومدرسون وموظفون في المطبعة السرية، ومشرفون على الامتحانات، أي كل أطراف عملية الامتحانات ذاتها.. لذلك لم يجد البعض خجلا أن يستخدموا عنوان "بالغش اتجمعنا" لواحدة من أهم صفحات تسريبات الامتحانات !
فهل إذا قمنا بتغيير الوزير سنرتاح من ظاهرة الغش والتسريبات في امتحانات الثانوية العامة.. ونكمل غدا