حكاية «أنا ندمان إني شاركت في 30 يونيو» !
طبعا تنطلق الفكرة أو الشائعة أو الكذبة أو الفيديو المفبرك أو البانر المثير من عند اللجان الإلكترونية التي تعمل بنظام وانتظام ولها قيادة خاصة تديرها ضد مصر، وأغلبها إخوانجي، ويوجد غيرها يتبع جهات أخرى غير الإخوان.. ويتلقف الكثيرون من غير الإخوان هذا الإنتاج ويقومون بتدويره وإعادة إنتاجه على شبكات التواصل الاجتماعي، ولذلك نجد العبارات ذاتها والفلسفة ذاتها والفكرة ذاتها وأحيانا بألفاظها وحروفها عند آلاف النشطاء وفي توقيت واحد، وآخرها قصة ومقولة "أنا ندمان إني شاركت في 30 يونيو"!
العبارة سيارة في سكة المعارضة للرئيس السيسي، رغم أنهم يقولونها وهم يعرفون أن 30 يونيو كانت ضد حكم الإخوان، وهي الجماعة التي قالوا عن انتخابها وتبريرها بفكرة "عصر الليمون"، ثم قالوا فيما بعد "ماكناش نعرف إنهم بهذا السوء" ورغم أنه العهد الذي ألغي فعليا القانون ودولة القانون بإقالة النائب العام وبالإعلان المجنوني المخبولي الشهير إعلاميا بـ"الإعلان الدستوري" لمرسي وشركاه، ورغم الاعتداء عليهم في الاتحادية، وقتل الكثيرين ورغم تحطيم منصاتهم في التحرير، ورغم دعم الإرهاب في سوريا، ورغم أصحاب السوابق ممن عينهم مرسي، والإخوان في بعض المناصب، ورغم الارهابيين ممن باتوا زوارا دائمين للقصر الرئاسي ورغم عشرات الأسباب الأخري..
ورغم أن كل هذه الكوارث هي نتاج لـ"عصر الليمون" إلا أن وحدا منهم..واحدا فقط..لم يقل إنه يعتذر علنا لانتخاب مرسي، أو لأنه قال "بيننا وبين شفيق دم إنما بيننا وبين الإخوان خلاف سياسي" أو لأنه خرج في 25 يناير التي انتهت بوصول الإخوان إلى السلطة وهي المحصلة النهائية إن كنا سنتكلم في محصلات نهائية، بل لم يعلن أحدهم حتى الاعتذار عن ذهابه إلى اجتماعات وترتيبات فندق "الفيرمونت" الشهيرة مثلا!
القصة إذن ليست قصة خروج في 30 يونيو، ولا فكرة الاعتذار عنها، أو المشاركة فيها، فلا يضير 35 مليونا بضع مئات أو حتى بضع آلاف..إنما القصة كلها استمرار استهداف النظام الحالي بأي ثمن، وبأي طريقة حتى لو كان عن طريق الوقوف ضد البلاد في مقتل ريجيني، أو الشكوي علنا لرئيس دولة أجنبية يزور البلاد، ودعوته إلى منع تصدير السلاح لمصر، أو الترويج لمزاعم تضر بمصر وشعبها في قضية السياح المكسيكيين أو في حادث الطائرة الروسية أو تقديم الدعم الإعلامي غير المباشر للإرهاب بترويج الأكاذيب أو تشويه كل عمل ضد الإرهاب مثل المنطقة العازلة ونقل السكان بعيدا عن الحدود وغيرها وغيرها !
كثيرون بغباء منقطع النظير يثبتون التهم على أنفسهم..رغم أنها تهم قديمة في دعم الإخوان، كاد الكثيرون أن ينسوها إلا أن الطبع يغلب التطبع، والحماقة هي من أصول طباع الكثيرين وما خفي-غير الحماقة-كان أعظم!