بوتين: سنحاول بدء الحوار مع «الناتو» رغم توسعه باتجاه روسيا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستحاول بدء الحوار مع الناتو، على الرغم من اقتراب الحلف نحو حدودها.
وفي ختام محادثات أجراها مع نظيره الفنلندي ساولي نيينيستو في مدينة نانتالي، اليوم الجمعة 1 يوليو، ذكر بوتين أن الرئيس الفنلندي صاغ اقتراحاته الرامية إلى توطيد الثقة المتبادلة بين روسيا والحلف، وأن موسكو ستحاول بدء الحوار مع حلف شمال الأطلسي أثناء قمته المرتقبة في بروكسل.
وذكر بوتين أن القوى التي أيدت الانقلاب في أوكرانيا الذي أدى في نهاية المطاف إلى انضمام القرم إلى روسيا، هي التي "اتخذت خطوات أخرى، بما في ذلك خطوات تصعد التوتر في مناطق أخرى من العالم ومنها منطقة بحر البلطيق".
وشدد بوتين على أن روسيا لا تسبب تصعيد الأوضاع أبدا، وذلك تعليقا على سؤال حول الوضع في منطقة البلطيق، حيث يُزعم أن روسيا تعزز وجودها خاصة بعد انضمام شبه جزيرة القرم إليها.
وقال الرئيس الروسي: "بدأتم من موضوع القرم، لكن روسيا ليست سبب الانقلاب في أوكرانيا، وليست من جعل حياة وصحة وأمن سكان شبه جزيرة القرم عرضة للخطر".
وأكد بوتين أن "لمّ شمل القرم مع روسيا حدث من دون إراقة قطرة واحدة من الدماء، دون إطلاق نار وسقوط ضحايا، بناء على إرادة الناس الذين يعيشون في شبه الجزيرة، وبامتثال كامل للقانون الدولي".
وأعلن الرئيس بوتين أن دول مختلفة، من بينها دول البلطيق، تشهد تفاقم الأوضاع على غرار ما شهدته أوكرانيا.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن البنية التحتية العسكرية للحلف تزحف نحو الحدود الروسية، وتنشر الدرع الصاروخية هناك "بذريعة مصطنعة هي درء التهديد النووي الإيراني"، وذلك على الرغم من زوال هذا التهديد منذ زمن طويل.
وتابع الرئيس الروسي، قائلا إن تحركات الناتو، مثل نشر أجهزة الرادار والصواريخ الموجهة لتحييد القدرات النوووية الروسية، تشكل "تهديدات معينة علينا، لا يريد أحد أن يلحظها ولا أن يحاورنا حول هذا الموضوع".
ولفت إلى أن روسيا ستضطر للرد على هذه التهديدات، كما انتقد نية الناتو تعزيز قواته في دول البلطيق، ولفت بهذا الصدد إلى أن الحلف يصف قيام روسيا بتحريك قواتها داخل أراضيها بأنه دليل على "تصرفاتها العدوانية"، في الوقت الذي يعتبر فيه الناتو تدريباته قرب الحدود الروسية أمرا طبيعيا، وهو "موقف ظالم ويناقض الواقع".
من جانبه، قال الرئيس الفنلندي، ساولي نينيستو، إنه ينبغي اتخاذ خطوات لتعزيز الثقة والتغلب على القلق من روسيا في دول البلطيق.
وأضاف: "سيمثل تفادي الحالات التي من شأنها إلحاق أضرار، خطوة صغيرة، على سبيل المثال، إحداها تحليق الطيران بوضعية إغلاق أجهزة الإشارة، اقترحت أن نتفق على استخدام أجهزة الإشارة في أثناء التحليقات دائما".
وقال بوتين إن روسيا تدعم اقتراح فنلندا منع تحليق طائرات في وضعية إغلاق أجهزة الإشارة في أجواء منطقة البلطيق.
وأضاف بوتين أن مسائل الأمن في منطقة بحر البلطيق كانت محور المباحثات الروسية الفنلندية، مؤكدا ضرورة تعزيز الأمن في البلطيق بما في ذلك سلامة الطيران.
وأشار بوتين إلى أن طائرات تابعة لحلف الناتو، أيضا، وليست الطائرات الروسية وحدها، تقوم برحلات في وضعية إغلاق أجهزة الإشارة، قائلا: "عدد طائرات الناتو التي تحلق فوق منطقة البلطيق يتجاوز عدد الطائرات الروسية بضعفين، إن ذلك ليس خرافة، إنما إحصاء".