رئيس التحرير
عصام كامل

العالم يساند السعودية بعد تفجيرات الحرم النبوي.. الأزهر والخارجية يدينان الحوادث الإرهابية في أرض الحجاز.. إيران تواسي المملكة رغم قطع العلاقات بين البلدين.. وحزب الله يصف الجرائم بـ«البشعة»

فيتو

اتشح العالم الإسلامي بالسواد لما آل بأرض الحرمين، فحينما كانت المساجد مكتظة بالمصلين، للاحتفال بالأيام الأخيرة من شهر رمضان، فجر انتحاري نفسه بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة بالسعودية، مما أسفر عن مقتله، وأربعة من رجال الأمن وإصابة خمسة آخرين.


وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية بأنه "مع حلول صلاة مغرب الإثنين بالمدينة المنورة، اشتبه رجال الأمن في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم في اعتراضه قام بتفجير نفسه بحزام ناسف.

وأضاف، «كما وقع عند مغرب اليوم نفسه وبالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف، تفجير انتحاري وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق منها، بينما وقع تفجير انتحاري آخر، قرب القنصلية الأمريكية في جدة، مما أسفر عن مقتل "الانتحاري".

وفيما عن رد فعل المملكة تجاه تلك التفجيرات، قال أحمد القطان، سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، ومندوبها بالجامعة العربية: "ضربات الإرهاب التي تسعى للنيل من المملكة لن تزيدنا إلا قوة وإصرارًا على محاربته".

تضامن مصر
العالم بأسره أدان الحوادث الإرهابية التي شهدتها المملكة العربية السعودية أمس، وأدانت مصر التفجيرات الثلاثة، وأدان شوقي علام، مفتي الديار المصرية، في بيان مساء الإثنين ما حدث في السعودية، وقال المفتي: إن "الإرهاب خطير كمرض السرطان، ويجب تكامل كل الجهود للقضاء عليه، على أن يكون هناك تعامل أمني حازم وصارم ضد الإرهاب وأفكاره".

من جهته، قالت وزارة الخارجية المصرية: إنها "تدين الهجوم الإرهابي الذي وقع في محيط قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة جدة، مؤكدةً على "وقوف مصر وتضامنها الكامل حكومة وشعبًا مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب الآثم الذي يستهدف أمنها واستقرارها، وكذلك كافة ما تتخذه من إجراءات لمواجهة أعمال العنف والإرهاب".

وتضامن الأزهر الشريف، قلبًا وقالبًا مع المملكة معلنًا وقوفه مع الجانب السعودي لمحاربة الإرهاب، وقال في بيان له: إنه "يدين التفجيرات الإرهابية التي تعرّضت لها المملكة العربية السعودية"، منددًا بـ"محاولات الإرهابيين والمتطرفين الزجّ بالمساجد في صراعاتهم، خاصة في هذه الأيام الكريمة، التي توافق احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك في شتى بقاع الأرض، مؤكدًا على وقوفه إلى جانب المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب، والتصدي له حتى القضاء عليه واقتلاعه من جذوره".

الموقف الإيراني
وعلى الرغم من قطع العلاقات بين الجانبين السعودي والإيراني في يناير الماضي، بسبب عدد من القضايا الإقليمية، وخصوصا النزاع في سوريا واليمن، وخاصة بعد مهاجمة متظاهرين، على إثر إعدام أرض الحرمين 47 شيعيًا من بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر، إلا أن ما حدث لم يمنع إيران من مواساة الجانب السعودي، وقدم بهرام قاسمي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، مواساته، لأسر ضحايا التفجيرات.

وأضاف«قاسمي»، أن "الإرهاب مدان بشدة بأي شكل كان، وفي أية نقطة من العالم، ويجب التصدي الحازم والجاد من قبل جميع الدول لمصادرة أسبابه والضالعين فيه، متابعًا: "الإرهاب منفلت الزمام الذي نشهده اليوم خاصة في المنطقة، أثبت بأن هذه الظاهرة البغيضة لا تعرف حدودا ولا جنسية، ولا حل لها سوى إيجاد إجماع وتضامن دولي وإقليمي ضدها".

حزب الله
وفي بيروت، لم يعزف حزب الله اللبناني عن مواساة السعودية، رغم توتر العلاقات بينهم إذ تعتبر المملكة، الحزب أحد أذرع إيران في المنطقة، وفي 19 فبراير الماضي، أعلنت السعودية وقف المساعدات للجيش وقوى الأمن في لبنان؛ احتجاجا على "المواقف اللبنانية المناهضة للمملكة، وفي 11 مارس الماضي، قرر مجلس وزراء الخارجية العرب في نهاية اجتماعه بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، اعتبار "حزب الله" "منظمة إرهابية".

ورغم هذا أدان "حزب الله" التفجیرات الانتحاریة التي جرت في السعودية أمس، وقال الحزب فی بیان بثته قناة "المنار" التابعة له عبر موقعها الإلكتروني أمس: إن هذه "التفجیرات التی استهدفت أقدس الأماكن فی بلاد الحرمین الشریفین، فی أقدس الأوقات، فی الأیام الأخیرة من شهر رمضان المبارك، هی مؤشر آخر على استخفاف الإرهابیین بكل مقدسات المسلمین، وبكل ما أجمعوا على احترامه من أیام وأماكن، بما یؤكد انسلاخهم عن الأمة والدین الحنیف".

ورأي أن "ما قام به هؤلاء الإرهابیون مساء الإثنين، وما قاموا به خلال الأیام الماضیة من جرائم بشعة فی تركیا والعراق وبنغلادش ولبنان وغیرها، یؤكد أن هذا الوباء الخطیر بات بحاجة إلى معالجة جدیة ومختلفة وتضامن سیاسی وشعبی واضح لاجتثاث هذا الورم الخبیث من جذوره".

حماس
وفي فلسطين، أدانت "حماس " تفجيرات االسعودية، ووصفتها بـ"الإجرامية"، وقالت الحركة: "استهداف المسجد النبوي هو تحدٍ لكافة المسلمين في بقاع الأرض، واستفزاز لمشاعرهم، لما تمثله هذه البقعة الطاهرة من رمز ديني كبير لكل المسلمين"، كما وصفت الحركة التفجيرات بـ"الإجرامية"، مؤكدة وقوفها إلى جانب السعودية في مواجهة هذا الإجرام والاستهداف لعقيدة الأمة، متقدمة بالتعزية للمملكة والشعب السعودي وأسر الضحايا.
الجريدة الرسمية