رئيس التحرير
عصام كامل

4 أسباب دفعت «أردوغان» للاعتذار لـ«بوتين».. تضرر السياحة التركية على رأسها.. تقليص صادرات الغاز الروسية لتركيا ضمن القائمة.. تراجع الاقتصاد التركى.. وبحث حلول الأزمة السورية الأبرز

فيتو

شهدت العلاقات الروسية التركية انفراجة مفاجئة خلال الأسبوع الجارى، بعدما قدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتذارا غير متوقع لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على إسقاط مقاتلة روسية سو24 على الحدود التركية نهاية العام الماضي، ما أعقبه توتر في العلاقات بين البلدين.


تحدث الخبراء عن عدد من الأسباب دفعت أردوغان للتراجع عن عناده، وتعمده الاعتذار لموسكو عن حادث كان يرفض أصلا الاعتراف به، وأوردوا عدة أسباب أهمها ما يلي:

إنعاش السياحة
تضررت السياحة التركية كثيرا بعد توتر العلاقات مع روسيا، حيث حظرت روسيا سفر رعاياها لهناك كعقوبة اقتصادية لأردوغان فتراجعت مكاسب السياحة نظرا لعدد السياح الروس الكبير الذي كان يتوافد لهناك، وفي الوقت الذي أوقفت فيه روسيا رحلاتها الجوية لمصر بعد حادث سقوط طائرتها فوق سيناء أرادت انقرة أن تستفيد بجذب هؤلاء السياح اليها لجنى المزيد من الأموال.

وتشير وكالة "انترفاكس" الروسية إلى إحصائيات مطار أنطاليا الرسمية التي أفادت بأن عدد السياح الذين وصلوا إلى انطاليا خلال الفترة من 1-16 يونيو الجاري 32.5 ألف فقط وهذا أقل بنسبة 59 % من عددهم في السنة الماضية، أما عدد السياح من روسيا للفترة نفسها فكان 3.5 ألف سائح فقط وهذا أقل من عددهم في السنة الماضية بـ 98.7 %، كما تشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن عدد الرحلات السياحية الأجنبية إلى تركيا انخفض بنسبة 40 % مقارنة بعددها في السنة الماضية.

واردات الغاز
تضررت تركيا كثيرا من تقليص صادرات الغاز الروسية إليها والتي كانت تغطي أكثر من 55% من احتياجاتها ما تسبب في كارثة لحقت بالاقتصاد التركي وهو أمر دفعها أيضا لتراجع عن موقفها العنيد والاعتذار بحثا عن إصلاح العلاقات.

وتعد تركيا أكبر خامس شريك تجاري لروسيا بحصة تبلغ 4.6٪ من إجمالي التجارة الخارجية الروسية، وذلك بحسب بيانات إدارة الجمارك الروسية، وبلغ التبادل التجاري بين موسكو وأنقرة في العام الماضي 31 مليار دولار، ووصل إلى 18.1 مليار دولار للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، منها 15 مليار دولار هي صادرات روسيا إلى تركيا التي تشكل واردات الطاقة حيث تقوم روسيا بتلبية أكثر من نصف احتياجات الغاز في تركيا.

رفع العقوبات
كان الخناق الدولي والإقليمي الذي تعانيه تركيا في الوقت الجاري سببا رئيسيا وراء بحثها لإعادة العلاقات مع روسيا التي فرضت عليها عقوبات اقتصادية تضمنت منع السياح عنها وإعادة العمل بقانون التأشيرة ووقف صادرات الغاز والسلع الغذائية، وهو ما رآه المحللون أسبابا كافية أجبرت أردوغان على الاعتذار بعد أن أصبح الانخفاض الكبير في عدد السياح الروس كان كارثة بالنسبة لتركيا.

وفي الوقت الذي وجد فيه أردوغان اقتصاد بلاده يتراجع نتيجة لتلك العقوبات لم يجد سبيلا أمامه سوى الاعتذار والتنازل عن عناده للقيصر الروسي ليعفو عنه ويرفع تلك العقوبات الصارمة حتى ولو تدريجيا.

الحرب السورية
يقف الطرفان الروسي والتركي على جانبي النزاع في سوريا، فالأول يناصر نظام الرئيس بشار الأسد والثاني يدعم المعارضة كما يعلن ويدعم المتطرفين سرا، وهو أحد الأسباب الواضحة التي دفعت بأردوغان للبحث عن مصالحة مع بوتين ليبدأ الطرفين في بحث حلول مشتركة للأزمة بدلا من استهدافهما بعضهما البعض ضمن حرب بالوكالة على الأرض السورية لا ينتج عنها أي مكاسب للطرفين.

الجريدة الرسمية