رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة 30 يونيو مشاهد بارزة في حياة المثقفين (تقرير)

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يحل اليوم الذكرى الثالثة لثورة 30 من يونيو، تلك الثورة التي لعب فيها المثقفون دور الاعب الأساسي وكانوا سببا في تحقيق أهدافها بعزل الرئيس السابق محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان عن الحكم، فقد استشعر المثقفون خطر ضياع الهوية المصرية ومحاولة لمحوها، فدعوا للتظاهر والنزول للشارع ومن ثم تنظيم اعتصامات غلب عليها الطابع الفنى والثقافي، حتى أصبحت الثورة مجموعة من المشاهد التي لن تنسي.


يقول الشاعر الكبير فاروق شوشة إن مشهد رفض المثقفين لتعيين وزير ثقافة ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ظل أبرز المشاهد التي يتذكرها من ثورة 30 يونيو، وكان على اثره اعتصامهم أمام الوزارة ومنع الوزير من دخولها لممارسة مهام عمله.

وأضاف شوشة أن هذا الاعتصام كان إعلانا واضحا للثورة على فشل جماعة الإخوان المسلمين، خلال عام من حكمهم، مؤكدا أن مصر شهدت بهذا الاعتصام أول شرارة وقودها المثقفين عبر تاريخها، وأكد شوشة أن المثقفين استشعروا الخوف على مصر، موضحا أن دور المثقف ينبع من تفجير الوعى لدى قطاعات الجمهور المختلفة ورفع وعيه تجاه الاخطار التي تحوم حول الوطن.

وأشار إلى موقف الجيش من ثورة 30 يونيو، وتدخله في الوقت المناسب لإنقاذ مصر بدعوة من الشعب الذي ثار في الشوارع للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان، وتمنى شوشة في نهاية حديثه أن يحتفل المصريون قريبا بالقضاء على الإرهاب في سيناء، وانتصار الجيش في هذه الحرب المرهقة على حد وصفه.

وترى الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا، أن أكثر المشاهد التي لا يمكن أن تنساها في ذكرى ثورة 30 يونيو، هي لحظة إعلان خارطة الطريق، التي شاهدتها أثناء اعتصام وزارة الثقافة آنذاك.

وأضافت إيناس، أنها طيلة أيام الاعتصام لم تذرف دمعة واحدة، وكانت تحاول التماسك والسيطرة على أعصابها، إلا أن لحظة إعلان خارطة الطريق وخبر الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين لم يكن بالهين على نفسها، وهي اللحظة التي بكت فيها من فرط الفرحة والشعور بالنصر، كما أكدت أنها شعرت آنذاك بأنها تتنفس هواء جديدا غير الذي كانت تتنفسه في ظل حكم الإخوان، كأن العالم تغير فجأة وأصبح نظيفًا طاهرًا من حولها

من جانبه ذكر الفنان التشكيلي محمد عبلة أن أبرز ما شهدته ثورة 30 يونيو، عند إعلان المثقفين اعتصامهم داخل وزارة الثقافة، وصلت إليهم تهديدات باقتحام المبنى من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن ذلك لم يقلل من عزيمة المعتصمين، وقرر وقتها الروائي الكبير بهاء طاهر النزول لحديقة المبنى كي يكون أول الرادعين لأي هجوم من عناصر الإخوان.

وأشار إلى دور المثقفين الفاعل في الشارع المصري حتى ثورة 30 يونيو، موضحا أن الشعور الذي سيطر على المثقفين في ذلك الوقت هو إنقاذ ثورة يناير واستعادة روحها التي حاول الإخوان الانقضاض عليها على حد وصفه.

وذكر عبلة الاستعداد لاقتحام وزارة الثقافة، فقد تجمع المثققفون أمس ليلة الاقتحام ووصل عددهم 20 شخصا، مقررين دخول المبنى دون أي خوف من تهديدات الإخوان في ذلك الوقت، وتم إعلان عن الاعتصام داخل الوزارة، انضم على إثره أعداد كبيرة للمعتصمين من مختلف فصائل الشعب.

ومن ناحيته قال الشاعر زين العابدين فؤاد، إن أبرز مشاهد ثورة 30 يونيو، عندما اجتمع الرئيس المعزول محمد مرسي بجماعته في استاد القاهرة وأعلنوا أن الباليه دعارة وفجورا، مؤكدًا أنه في هذا التوقيت كان المثقفون يقيمون عروضًا للباليه في الشوارع.

أضاف أن المثقفين لعبوا دورا كبيرا في الإعداد والتحضير للثورة، وذلك انطلاقا للحملة الواسعة التي أطلقوها ضد دستور المرشد على حد وصفه، منددين بما جاء في مواده كما طالبوا بدستور لكل المصريين لا يقتصر على فئة بعينها، فضلا عن المؤتر الذي نظم بنقابة الصحفيين للدفاع عن الحرية الثقافية والمحافظة على الهوية المصرية الثقافية، وشارك فيه العديد من المثقفين كان منهم الروائي بهاء طاهر، والشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، والناشر محمد رشاد وغيرهم.

وذكر أن دور المثقفين لم يقتصر فقط على الاعتصام أمام الوزارة فحسب، بل مارسوا دورا في الإعداد الحقيقي للحشد في الشارع المصري بأسلوبهم الخاص، فقد قدم عدد هائلا من العروض الفنية والثقافية بالشارع، فكان بمثابة أهم تحريض فني ضد النظام الحاكم آنذاك على حد وصفه.
الجريدة الرسمية