العلاقات «المصرية - الإيطالية» في مهب الريح بسبب ريجيني.. وقف التنقيب عن البترول أول عقوبات روما للقاهرة.. ورفض البرلمان الإيطالي تزويد مصر بقطع غيار طائرات حربية الأقوى
حالة من الجذب والشد، شهدتها العلاقات المصرية الإيطالية، عقب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، على مدى خمسة أشهر منذ اكتشاف جثة الطالب في فبراير الماضي، وبدأ البرلمان الإيطالي، أمس، أولى الإجراءات التصعيدية ضد مصر، وذلك بموافقته على قرار بوقف تزويد مصر بقطع غيار لطائرات (إف-16) الحربية احتجاجا على مقتل الطالب الإيطالي.
وتستعرض "فيتو" أبرز المحطات الساخنة التي دارت بين مصر وإيطاليا بسبب قضية ريجيني.
اتفاقية البترول
في فبراير الماضي، تم العثور على جثة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في حفرة بأحد طرق مدينة السادس من أكتوبر، وعلى جسده آثار تعذيب، الأمر الذي أثار غضب السلطات الإيطالية، خاصة بعد تخبط الشرطة المصرية في تقديم السبب الحقيقي للوفاة.
بدأت وتيرة التصعيدات الإيطالية عقب مقتل الطالب مباشرة، بتهديد إيطاليا بأنه في عدم القبض على قتلة الشاب سيؤدي حتما لعدم توقيع الحكومة الإيطالية لاتفاقية التنقيب عن البترول في مصر التي كان من المفترض توقيعها في منتصف شهر فبراير.
أما المحطة الثانية في الشد من جهة الجانب الإيطالي، في قضية ريجيني، تمثلت في تهديد إيطاليا باتخاذ إجراءات "فورية وملائمة" ضد القاهرة إذا لم تتعاون الحكومة المصرية بشكل كامل في الكشف عن قاتل ريجيني.
وجاء ذلك بعد إعلان الشرطة التعرف على قتلة ريجيني، في مارس الماضي، وأنها قتلت أفراد الشبكة الإجرامية الأربعة بعد العثور على جواز سفر الطالب وأغراضه الشخصية في شقتهم، الأمر الذي لم يصدقه الجانب الإيطالي، مما دفع إدلاء وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني للإدلاء بتصريح للبرلمان قائلا: "إذا لم يطرأ تغير في المسار «الذي تتخذه السلطات المصرية» فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة"، مما دفع مصر للتراجع عن روايتها، وفتح تحقيقات جديدة.
استدعاء السفير
وفي مطلع شهر أبريل، أعلنت السلطات القضائية الإيطالية قطع تعاونها مع فريق التحقيق القضائي الأمني المصري المتواجد في روما بشأن مقتل جوليو ريجيني، لتشهد بذلك مصر المحطة الثالثة في سلسلة الشد بين مصر وإيطاليا.
مطالبة إيطاليا بسحب السفير من مصر، دفع النائب العام المصري لعقد مؤتمر، كشف فيه مطالبة إيطاليا لمصر بتسليم سجلات هاتفية في الأماكن التي وجد فيها ريجيني، وقد رفضت مصر هذا الأمر لمخالفته الدستور المصري.
أما المحطة الرابعة فظهرت في سفر والدة ريجيني إلى "بروكسل"، ومعها لافتة مكتوب عليها "الحقيقة من أجل جوليو ريجيني" لدعوة البرلمان الأوروبي لممارسة المزيد من الضغط على القاهرة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء قتل ابنها ومحاسبة المسئولين عن قتله.
وفي يونيو الجاري، ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن والدي الطالب الإيطالي هددا جوليو ريجيني بنشر 250 صورة لجسد ابنهما المتوفى وعليها آثار تعذيب مروع، إذا لم تضغط كل من إيطاليا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي على مصر للتحقيق بجدية لمعرفة أسباب قتله.
قطع غيار الطائرات
أما المحطة الأخيرة في التصعيدات، فجاءت بالأمس من قبل مجلس الشيوخ الإيطالي، عندما وافق على قانون يمنع توريد قطع غيار طائرات إف 16 لمصر على خلفية قضية مقتل الطالب جوليو ريجيني.
وذكرت صحيفة ريبوبلكا الإيطالية أن 159 عضوًا وافق على القانون ورفضه 55 عضوًا، وامتنع عن التصويت 17 عضوًا، بعد مناقشات طويلة وساخنة، وذلك على حد وصف الصحي.