الكارثة
هناك كارثة حقيقية تهدد مستقبل مصر ووجودها، هذه الكارثة تطل برأسها كل 15 ثانية في مصر، هذه الكارثة إذا استمرت في معدلاتها غير الطبيعة ستكون أكثر فتكا من حروب الجيل الرابع، وستكون أكثر ضررا من مخططات الإخوان، وستكون أكثر شراسة من تحالفات الأعداء، وستكون أكثر قسوة من تآمر البعض على مصر، وستكون أكثر شرا من تحالف قوى الشر ضد الوطن..
هذه الكارثة باختصار هي الزيادة السكانية زيادة هائلة في أعداد السكان ترصدها الساعة السكانية التي توجد أعلي مبني الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لتشير إلى زيادة 4 أشخاص كل دقيقة أي بمعدل مولود كل 15 ثانية.. فقد أصبحنا 91 مليون نسمة هذه الزيادة المخيفة تلتهم أي محاولة للتنمية يمكن أن تقوم بها الدولة..فمصر تحتل المرتبة الـ16 على مستوى العالم في عدد السكان..وفي مقابل ذلك نجد أن معدل التنمية لايزيد على 2% سنويًا مصر تزداد سنويًا بمعدل 2.5% أي نحو 4 أضعاف الزيادة السكانية في الدول المتقدمة التي تشير مؤشرات الزيادة السكانية فيها إلى 0.6 % سنويا.. وبالتالي أصبحت الزيادة السكانية في دولة نامية مثل مصر« نقمة» على البلد بدلا من أن تكون أهم مورد لأي دولة.. والسؤال هنا - وهل تتناسب الزيادة الهائلة في عدد السكان مع معدل التنمية؟
بالطبع.. لا تتناسب هذه الزيادة مع معدل التنمية الذي لايتعدي 2%، في حين أن الزيادة السنوية تزيد على 2 مليون نسمة سنويًا.. وبالتالي أصبح لدينا مواطنون لهم خصائص متدنية ويكونون عبئا على الاقتصاد وعلي المجتمع.. فلابد من النظر إلى هذه الأرقام باعتبارها مشكلة يجب البحث لها عن حل.. خاصة أن السكان هم أهم مورد لأي دولة إذا تم تحسين خصائصهم ليصبحوا ثروة قومية.
هذه الكارثة الحقيقية والمفجعة والتي تمثل خطرا حقيقيا على مصر، لم تلفت نظر حكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، ولم يأت زكرها في بيان حكومته لنيل الثقة أمام البرلمان.
هذه القضية المصيرية التي تمس الأمن القومى للبلاد لم تشغل بال المهندس شريف إسماعيل لوضعها على أجندة الحكومة لمواجهتها بشكل فعال وحقيقى، هذه الحكومة في واد والمصريون يتكاثرون في الوادى الآخر بالليل والنهار، لم تخبرهم حكومتهم أن ما يفعلوه أشد خطرا من الإرهاب، وأكثر قسوة من المدافع على اقتصاد الوطن، وأكثر تدميرا من انتشار الطاعون، وأكثر فتكا من دمار الحروب.
تتعامل الحكومة بكسوف ومبدأ أنه من العيب التدخل بين الرجل وزوجته في هذا النوع من العلاقات الحساسة، وأن البيوت أسرار، والبنت زى الولد وكل اللى يجيبه ربنا كويس، والمولود بيجى برزقه، وكأن هؤلاء الأطفال لن يحتاجوا مستشفيات ومدارس وطرق وكهرباء ومياه وطعام ودولار لشراء الأدوية من الخارج.
لم تفكر الحكومة أن تتخلى عن كسوفها، وتقرر التعامل مع الزيادة السكانية بكل جدية وجرأة وحسم، وتضعها في مقدمة اهتماماتها وليس آخرها.
على الحكومة أن تتخلى عن كسوفها "وهى التي تمتلك" قدرا كبيرا من البجاحة في الدفاع عن سياستها الخاطئة في الكثير من الملفات، أن تخبر مواطنيها أن الزيادة السكانية هي العدو الحقيقى لهذا البلد، وأن الكبارى والطرق ومحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحى والمدارس والمستشفيات ووحدات الإسكان الاجتماعى وغيرها من المشروعات القومية لن نشعر بوجودها، ولن يكون لها قيمة وسط هذا الزحف الرهيب من المواليد.
إذا كنا ننتظر المستقبل فعلا كما بشرتنا الحكومة فهو بالتأكيد لن يأتى وسط إهمال التعامل مع ملف الزيادة السكانية التي أصبحنا نمتلك الريادة فيها بشكل أذهل العالم.ومازلنا مستمرين.