ضِل (ليليان) ولا ضِل سجرة!
(1)
من حق أي مصرى أن يُعارض الحكومة، يُهاجم نظام الدولة أو النظام السياسي، يعمل ثورة، يؤيد بشدة، يقول ما قاله (مالك) في الخَمر عن أحوال البلد، يُدافع عن النظام ويلتمس له سبعين عُذرًا في هذه الظروف المهببة التي يمُر بها العالم، من حق أي مصرى أن يفعل ما يشاء في بلده، وبما أن المصريين مش مقصَّرين في هذه الحقوق، إذن الحكاية مش ناقصة أجانب يحشروا أنوفهم في شئوننا لا سيما عندما تكون هذه الأنوف كما أنف (بينوكيو) الشهير!
وفى الوقت الذي يتعامل فيه مُعظم المصريين مع (ليليان داوود) على طريقة أدعو على ابنى وأكره اللى يقول آمين، فإن البعض وعلى رأسهم المُتميّزون بالهياج الثورى اللاإرادى والتغريدى على تويتر شعروا أن (ليليان) بتجيب لهم حقوقهم وهُما قاعدين في البيت أو في ڤيينا حيث ليالى الأُنس هناك، فقرروا أن ضِل الأخت (داوود) ولا ضِل سجرة (قالوها قديمًا في المثل سجرة لا شجرة)، ووقفوا تحتها يتحاموا فيها دونما احتراس لسقوط بعض ثمار اللبخ الناشفة على دماغهم!
(2)
هل شاهدت مُسلسل (محمد مُنير)؟ عن نفسى رأيت منه عدة لقطات بالإضافة لتنويهاته، الحقيقة اختيار المُمثلين في العمل هايل، لا سيما الجانب الأنثوى المُتميِّز بالجمال الفائق والصاروخية البحتة!
على الجانب الآخر الذكورى فمُعظم المُمثلين برضو كويسين ومُميَّزين في الأداء الفنى والدرامى، لكن المسكين اللى بيُقف في مواجهة (مُنير) أمام الكاميرا بتكون أُمه داعية عليه بالهَم والكرب والغَم وإنه يتفرم تحت عربية بيسوقها أعمى لسَّة طالع من الإنعاش؛ لأن ببساطة موهبة (منير) في التمثيل تتشابه مع موهبة العبد لله في الغناء للمريلة الكُحلى والفُرصة اللى أصبحت بنتا جميلة راكبة عجلة ببدَّال في عِزّ الحَر دة!
اللى بيكره (محمد منير) لا يستمع لأغانيه، واللى بيكره (منير) جدًا بيمنع الناس من سماع أغانيه.. واللى بيكره (محمد منير) جدًا جدًا جدًا بينصحه إنه يمثِّل!
(3)
لازلت حزينًا على ما آل إليه مصير الهرم الدرامى الأشهر ليالى الحلمية من عبث الثُنائى المُراهق فنيًا (أيمن بهجت قمر) و(عمرو محمود ياسين)، نبِّهت أكثر من مرَّة بلا جدوى قبل رمضان بعدة أشهُر، ارحموا عزيز قومٍ ذل ووقع في أيدي اثنين متواكلين ظنَّا أن بإمكانهما إضافة ولو رملاية لهرم عظيم بناه العبقرى (أسامة أنور عُكاشة) فأفسداه وشوّها صورته وحوَّلا الهرم الشامخ لمراحيض عمومية ذات رائحة لا تسُر عدوًا ولا حبيبًا، ولا تصُد زائر أو تُعرض عن عابث!
مَن المُستفيد من كُل ذلك؟ شوية مُمثلين كان بإمكانهم لعب أدوار أكثر جدية وتميُّزًا لشخصيات مرسومة بإتقان وحرفية من أول وجديد لو تَعَبوا نفسهم شوية بالبحث عن عمل جديد، مش بالتواكُل والنعكشة في الدفاتر القديمة عند الخواجة المُفلس، أو بالأحرى والأكثر دقة لغويًا (الخواجان المُفلسان قمر وياسين) ومعهما مُخرج كان رائعًا (مجدى أبو عميرة) صاحب (المال والبنون) و(ذئاب الجبل) و(الضوء الشارد) ثم ضلَّ الطريق وجاب أستيكة ليمسح بها كُل ذلك المجد!
ليالى الحلمية بأجزائها، كان عندنا تورتة فرح جميلة مكوَّنة من خمسة أدوار، وفى لحظة ما الدى جيه أطلق موسيقى دخلة التورتة، فوجئنا بدور سادس مليان طوب وأسمنت وزلط، هو أمر طبيعى بعدما تحوَّلت صناعة التورتة من عند الحلوانى الراحل إلى المقاولين الحاليين.. منكم لله!
(4)
اليوم عيد ثورة شعبية عظيمة، ثورة 30 يونيو.. وإذا كانت ثورة 25 يناير العظيمة قد خلَّصت مصر من استبداد الحزب الوطنى وفساد رجاله، فإن ثورة 30 يونيو قد خلَّصت مصر من استبداد نُخبة 25 يناير وكذبهم وفسادهم، ويبقى الشعب هو القائد والمعلم اللى الكُل منه بيتعلِّم إلى آخر هذه الأغنية!
أما جماعة الإخوان فحالها لا يسُر عدوًا ولا حبيبًا، وبما أن الضرب في الميِّت حرام، فلا داعى للتذكير بنصب وكذب ودجل وإرهاب وفُجر المُرشد وأتباعه وأسياده من المصريين والأجانب، لا سيما وهُم مُقيمون في السجون الآن ليلعبوا بداخلها الدور اليتيم الباقى لهم في الحياة وهو دور القراميط في مشاريع الاستزراع السمكى.. شُكرًا يونيو إذ أبعدت عنا القراميط وولاد القراميط!
(5)
صار عرض قفا الأغا التركى (أردوغان) أكبر من مساحة تركيا وما جاورها من جيران، خاصةً بعدما أقدم أخيرًا على تقديم الاعتذار والأسف لروسيا مُتأثرًا بتسلخاته جرَّاء رَد فعل الروس ضده بسبب قتل أحد طياريهم على الحدود السورية التركية!
والحقيقة أن روسيا أكدت أنها لم تستبح المجال الجوى التُركى قَط، وفى الواقع فقد استباحت المجال الجوى لقفا الأغا (أردوغان) ولها ألف عُذر، فإن المساحة الشاسعة التي صار يحتلها لم تجعل لطائرة مفرًَّا من التحليق في تلك المنطقة، وربما قامت بتفريغ لا مؤاخذة صندوق الصرف الصحى كمان هناك كأنسب مكان يُمكنه استيعاب ذلك، وفى هذا تفاهُم (أردوغانى) رائع بعدما حَق نفسه فعلًا وباس على راس (بوتين) وهو يستوعب الطبيعة الجغرافية لقفاه، ويُعلن استعداده لعمل عجين الفلاحة من أجل الصفع والسماح، لا الصفح والسماح!